Note: English translation is not 100% accurate
دول الخليج وصندوق مكافحة الفقر
الثلاثاء
2007/2/20
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
انشاء صندوق مكافحة الفقر برأسمال خمسة مليارات هو مبادرة كبيرة تقودها المملكة العربية السعودية والكويت، في التفاتة كبيرة من الدول الاسلامية الميسورة تجاه المجتمعات الاسلامية الاكثر فقرا وفاقة، من التي فتكت بها الامراض، ولن انسى صورة تلك المرأة في مخيم للاجئين في الصومال، يقول مراسل محطة بي بي سي «كانت تتحدث بصوت يشبه الهمس بسبب الجوع والضعف، تشير الى بطنها وفمها».
اسهمت السعودية في الصندوق بمبلغ مليار دولار، والكويت بمبلغ 300 مليون دولار، وتم تكليف البنك الاسلامي للتنمية ـ ومقره في جدة ـ بادارة الصندوق، ووضع انظمة العمل نظرا لادارته صناديق مماثلة، مثل «صندوق دعم الاقصى»، و«صندوق القدس»، وهي تجارب التقت تحت مظلتها الدول الاسلامية في واحدة من المظاهر النادرة لوحدة الموقف، بعيدا عن التباين في الموقف السياسي، نظرا لوجود قاسم مشترك بين الجميع، مثل «القدس» و«مكافحة الفقر».
لقد اظهرت التجارب ان مضاعفة تأثير الانفاق الاغاثي، او التنموي تأتي من مصدرين، الاول استخدام الاموال التي تساهم في اقامة المشروع كنقطة انطلاق، فاذا كان بناء دار للايتام يتكلف 300 ألف دولار مثلا، فان مساهمة الصندوق بنسبة 40% ـ 70% بحسب الاحوال الاقتصادية للمجتمع المستفيد، مع حثه على استقطاب بقية المبلغ، إما في صورة عينية ـ ارض ـ او نقدية، وذلك لاظهار الجدية، ودفعه الى تنظيم اموره، بدلا من الاعتماد الكلي على الخارج.
المصدر «الثاني» لمضاعفة تأثير هذا الانفاق يأتي من الاستفسار عن خبرة الجهة المنفذة للمشروع، وقدرتها على تسييره وادارته بكفاءة بعد انجاز البناء، الامر الذي يدفع القائمين عليه الى تطعيم الفريق المنفذ بأصحاب خبرات، وعدم الاعتماد على النوايا الطيبة وحدها.
على المستوى العالمي هناك قناعة بفائدة التعاون بين الهيئات الاهلية والرسمية، وتأثير الجهود الطوعية في مضاعفة كفاءة الانفاق الخيري والانمائي، الامر الذي يتطلب منا حث الهيئات الطوعية لتطوير اساليبها كي تكون قادرة على استيعاب المشاريع، وتنفيذها ثم ادارتها بالصورة السليمة.
لقد تفتقت الاذهان عن افكار جديدة في هذا المجال، مثل «جرامين بنك» الذي اسسه واداره محمد يونس في بنغلاديش، وصارت قصة نجاحه سببا لحصوله على جائزة «نوبل» في العمل الانساني، والسر فيما حققه من نجاح هو قدرته على بناء علاقة جيدة مع المستفيد من التمويل، ونجاح المستفيد في ادارة مشروع صغير عبر ذلك التمويل، واعادة مبلغ التمويل، ومن ثم الاستمرار في التقدم والنجاح.
انه عالم آخر، عالم العطاء فيه ابداع وفيه إحياء لمجتمعات انسانية تعيش تحت خط الفقر، فاذا انتبه لمعاناتهم من لديه الامكانات المادية، او القدرة الادارية الفذة، مثل محمد يونس، فان حياة الملايين تتغير من البؤس الى السعادة، والابتسامة التي تمنح الطاقة للعاملين في الحقل التنموي والاغاثي.
انها اجمل ما يمكن ان تتركه من بعدك ايها الانسان، انه الخلود بعد ان تفنى الحياة.
كلمة أخيرة:
لما تزوج عمر ( رضى الله عنه ) ام كلثوم، ابنة الامام علي ( رضى الله عنه ) ،قال: سمعت رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) يقول: «كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي وصهري» وقد كان لي به ( صلى الله عليه وسلم ) النسب والسبب، فأردت ان اجمع الى ذلك الصهر.
اقرأ أيضاً