الافراط في الكلام على قضية واحدة ـ مجلس الامة ـ ادخلنا في الكلام المقولب وصرنا كأفراد «فريج» لا يذهب رجاله الى العمل، يرصد كل منهم عطسة هذا وكحة ذاك، ولو انهمك الجميع بمشاريع تطرح على مدار العام وتوفر فرص العمل للرجال والنساء والشباب والشابات، لاتجهت طاقات الابداع نحو نقل افضل ما في العالم من اجهزة وانظمة لتغذية تلك المشاريع، في مجالات لا تحصى مثل الحاسب الآلي، قطاع الانشاءات، النقل، طباعة وتغليف المنتوجات، والتمويل الانتاجي.
كيف نعاني من مشكلة البطالة ونحن نستضيف عمالة توازي اكثر من ضعف عدد السكان؟!
هذا الخلل الكبير ستسهم موجة المشاريع التي تضمنتها خطة الدولة ـ وليست الحكومة ـ في معالجته عندما يجد الشباب فرص عمل حقيقي يحرك فيهم طاقات الابداع والمنافسة الفعلية وليست معارك المكاتب الحالية المزعجة على مسميات لا قيمة لها في دنيا الانجاز، بل تنافس على مهام مغرية ماديا ومعنويا بما يجعل وظيفة سائق رافعة شوكية متطورة مغرية جدا، سواء كانت في شركات التخزين أو في الميناء، حيث يتقاضى الموظف فيها ضعف ما يتقاضاه زميله في التخرج الجالس بمكتب في احدى الوزارات، مثل ذلك يقال عن مصمم برامج حاسب آلي، وآخر يعد تصاميم هندسية ويرسم خرائط بالكمبيوتر، وغير ذلك من الوظائف الذكية، بدلا من توظيف الكمبيوتر والمواقع والهواتف المتطورة لهذر كلامي لا طائل من ورائه.
نحتاج الى نقلة من ديوانيات النهار والمساء الى ضجيج العمل، وهو بالتأكيد افضل بكثير من ضجيج الكلام، ففي الغرب يقرأون الصحف بكثافة يومي السبت والاحد، وفيهما تزدحم الاعلانات، لأن الناس مشغولون طوال ايام الاسبوع، وحالنا الآن هو العكس تماما، تنشط القراءة مع بداية الاسبوع بسبب هذا الوضع المعكوس، ولهذا فإن تحريك قطار المشاريع عندنا هو قضية مصيرية لهذا الوطن بكل شرائحه، وهو علاج اجتماعي للكثير من المسائل، فالانتاجية تنعش الطاقة النفسية، وبالعكس يؤدي الفراغ الى معارك هوائية تسببت في ملل الشارع الكويتي من تلك المعارك وساعدت الحكومة على تحقيق ما حققته بسهولة الاسبوع الماضي.
كلمة أخيرة:
انجاز الهيئة العامة للاستثمار في موضوع سيتي بنك ـ عائد الاستثمار 36% رغم الازمة العالمية ـ مر بغير اهتمام من المعنيين بالشأن العام ممن يتتبع الاخطاء ويتجاهل الانجازات غير العادية، شكرا للاخوة جميعا في هذه الهيئة «الصرح» بمختلف مستويات المسؤولية فيه، فردا فردا، وجزاكم الله خيرا عن بلدكم.