زار وفد من المسلمين الفرنسيين الرئيس ساركوزي للتعبير عن قلقهم من مظاهر العداء للإسلام وممارسات عنصرية دفعت حتى شخصيات فرنسية من آفاق مختلفة - مفكرون وسياسيون وفنانون - لإظهار انزعاجها أيضا من تلك المظاهر والمطالبة بوضع حد لها واعتبار النسيج الفرنسي الوطني فضفاضا بدرجة تستوعب التنوع وذلك من خلال بث الثقة بالنفس، وبقدرة الفرنسيين جميعا على بناء وطن قوي مشترك لا يسمح للمتطرفين فيه باستغلال هذا التنوع في كل مناسبة انتخابية وبطريقة ضارة تضر باستقرار المجتمع والدولة.
هذه الدعوة – كما جاءت في الخبر – تمت بتشجيع من ساركوزي نفسه قائلا: «من العار إلحاق الضرر بمقبرة للفرنسيين المغاربة في شمال فرنسا، لقد قتلوا وهم يدافعون عن فرنسا». وأعلن عن نيته زيارة تلك المقبرة في نهاية يناير القادم، هذا الموضوع لا يقتصر على فرنسا، عندنا في الكويت من يحتاج الى تذكير بأن الفوارق بين شرائح المجتمع أقل بكثير منها في فرنسا، وقد ذابت في صور كثيرة بهذا النسيج الذي يضم شعبا تجمعه ديانة واحدة ينحصر التنافس في الحماس لها، لا ضدها، ومثلما تسببت المواسم الانتخابية – في فرنسا – في افتعال وتضخيم قضايا المهاجرين، فقد فعلت الانتخابات الكويتية شيئا مماثلا، واستطاع البعض أن يقع في المحظور الذي قال عنه أبو جهل عن المنافسة بين بني مخزوم وبني هاشم «أطعموا فأطعمنا، وسقوا فسقينا وكسوا فكسينا، ثم قالوا منا نبي، من أين نأتي لهم بنبي؟».
نعم، المنافسة الانتخابية غير الرشيدة دفعت البعض نحو تصرفات يائسة ومن الظلم لأي شريحة أن نعتقد أنها سعيدة بهذا الاختطاف، فالعقلاء أكثر من الخاطفين وهم يعرفون جيدا محدودية هدف هؤلاء، فنحن نتزاور في كل مناطق البلاد وبيننا نسب وصهر في كل جزء منها، ومن ظلم النفس أن نترك ذلك كله تحت تصرف قلة توظفه أسوأ توظيف، علما بأن كثيرين فعلوها ومع ذلك فشلوا في الانتخابات، إلا أن آثار ما فعلوا قد بقيت جروحا وخدوشا على جبين الوطن.
كلمة أخيرة:
رحل عن دنيانا العم بويوسف، عبدالله الغانم يرحمه الله، وهو من جيل صبر على شظف العيش ولم يفرط في القيم التي نشأ عليها فلم يرحل هذا الجيل حتى رأى تدفق الخير، بعد أن ظن الناس أن سبل العيش قد ضاقت مع انقضاء عصر اللؤلؤ، كان صبرهم مفتاحا للفرج، ومن واجب جيل «اليوم» أن يذكر ذلك الصبر بالخير، يقول بو يوسف عن شطآن الخليج «هذي مغاصاتنا، بعضها عطاها الاسم ابوي علي، هذي مغاصاتنا وهيراتنا عشنا عليها سنين».. دفعه الحنين الى تلك المواطن الى نصب شراع على الشاطئ يجلس تحته في منطقة الخيران، يراقبها من بعيد، حتى غابت شمس عمره يوم الأربعاء الماضي، يرحمك الله يا عم، سيفتقد كثيرون، منهم مسجدك الذي كنت تفتح بابه قبل أذان الفجر الأول بساعة كاملة، اللهم ارحمه واغفر له.