Note: English translation is not 100% accurate
تغيير «أسلوب العمل» و«الأجواء»
الثلاثاء
2007/3/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
مواصفات الوزير الجيد ليست طلاسم، وقد توافرت في اكثر من تم اختيارهم في الوزارات الأخيرة، المطلوب هو تغيير «اسلوب العمل» و«الاجواء».
اسلوب العمل يتصل بادارة التشكيلة الوزارية كفريق متضامن في الاتجاهين، فلا يعقل ان يلتزم الوزير برأي الاغلبية، ولكنه لا يتمتع بدعمها داخل مجلس الامة اذا احتاج الى الدعم، ناهيك عن اسلوب «التحفر» والضرب «تحت الحزام» من قبل بعض زملائه، كما حدث في الماضي القريب.
«اسلوب العمل» يجب ألا يترك الوزير الذي يتعامل مع الوزارة كممتلكات خاصة دون لفت نظر، وقد حدث هذا كثيرا، تعيينات تنفيع وقرارات ليست فوق مستوى الشبهات، قام مجلس الوزراء بإلغائها، بعد ان ترك «الوزير / الوزراء» الوزارة ولم يفعل وهم موجودون، لماذا؟
«الاجواء السياسية» هي الركيزة الثانية التي لا ينجح اي وزير في العمل بغير وجودها وهي مسؤولية الاخوة النواب، وتشاركهم فيها الحكومة التي استخدمت في السابق المال السياسي، فأفسدت من يعمل، حينما يشاهد من لا يعمل، ويكتفي بالصراخ، ومع ذلك فمعاملاته ماشية، و«الخير يهل!» فتحول كثير منهم الى هذا الطريق، ولم يحقق المال السياسي (نقدي / عيني) الا المزيد من المتاعب.
لو اتبعت السلطة الكلمة الحكيمة لسمو الامير الراحل الشيخ جابر حينما قدم خاطفو طائرة الجابرية مطالبهم، فقال بعد ان رفض تحقيقها، لمن سأله عن مصير الركاب: «سنعتبر الطائرة قد سقطت في البحر» قيل له «فيها افراد من الاسرة الحاكمة؟!»
قال يرحمه الله: «يجري عليهم ما يجري على غيرهم». كانت النتيجة هي تحرير الرهائن، وعدم تكرار عملية الاختطاف، ولو ان هذا الباب الجهنمي فتح، لما امكن غلقه.
في العمل السياسي المحلي تم فتح هذا الباب على مصراعيه، مع الاسف، وارتفع سقف المال السياسي، مئات من الموظفين الوهميين يتقاضون رواتب بغير عمل، ارضاء لنائب، وهو امر كشفه احد الذين هداهم الله، فأعلن براءته من 600 موظف يتقاضون رواتب عن وظائف وهمية، وقام بالتبليغ عنهم، وهو يجتهد لاستدراك ما فاته، اسأل الله له التوفيق والنجاح في الدارين.
الناخب يتحمل مسؤولية الضغط على النائب لانجاز معاملة غير قانونية، وانما يتشجع الناخب لان الباب مفتوح لهذه الممارسات، واذا سمع الناخب ومن قبله النائب ان هذا الباب قد اغلق، فسيتوقف الضغط، وسيتخفف النواب من عبء «تخليص المعاملات».
في هذه الاجواء سيتحرك الوزراء لوضع حل جذري للخدمات العامة المتعثرة، وزارة الصحة ـ على سبيل المثال ـ التي انفقت منذ حل مجلس الامة الاخير 400 مليون للعلاج في الخارج، وتبلغ ميزانيتها السنوية 320 مليونا، لو منحت كل مواطن تأمينا صحيا بواقع 400 دينار في العام ـ عدد المواطنين حوالي مليون نسمة ـ لاستطاعت شركات التأمين توفير تغطية للعلاج في ارقى المستشفيات، وهي الارضية التي يحتاجها القطاع الاهلي لانفاق مئات الملايين في اقامة مدينة طبية راقية لا تتحمل الدولة شيئا من تكاليفها، ولا تحتاج لاستمرار وزارة الصحة، ولا ادارة مستشفيات من الدرجة الثالثة في دولة لديها هذه الامكانات المالية الضخمة.
الشيء نفسه يقال عن التربية والمواصلات والكهرباء والنفط. اجواء العمل للوزراء هي ما ينقصنا مع وجود الرقابة النيابية الصحيحة بعد تغيير قواعد اللعبة (...) السابقة.
كلمة أخيرة:
اللقطة المعبرة لصاحب السمو الامير، الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وهو يحمل احد الاطفال اثناء استقباله المعاقين، وقد ارخى الطفل رأسه، واغلق عينيه، في طمأنينة الى الصدر الحاني، هذه اللقطة تتحدث بأبلغ الكلمات عن دولة الحب والمودة، وراعيها الحكيم.
اقرأ أيضاً