فيصل الزامل
«رعايـة وحضور سـمو الأمـير، حـفظه الله، مـؤتمر غـرفـة التجـارة اليـوم يؤكـد اهتـــمــام الـدولة بالتـكامل بين الـدورين الرســمـي والأهلي في تحــقــيـق الرؤية الاقتصـادية لمستقبلهـا». . واذا كان البعض يعتـبر هذه البداية لاسـتهلال المقـال تفاؤلا مفـرطا، فهـذا شأنه، حـيث قد أكل الإحـباط فـينا وشــرب وتغلغل في نفـوسـنا حـتى تعبـنا، ولابد من ان نغيـر الأسلوب حاكـما ومحكوما.
نعم، الغــرفـة تـقـوم بدورها حــسب قـدراتهـا، ولا شك ان المطلوب أكـبـر، ولكن تكسـيـر الجـاديف لا يحـقق الهـدف، فـفي الغرفـة اليوم دماء شابة، الى جـانب أخرى ذات خبرة، فإذا تعاضـدت مع بقية الكيانات الاقتصـادية في الدولة، داخل الحكومة وفي مؤسـسات النفـع العام، فـإن أمامنا فـرصة للخروج من هذه الدوامة التي نعرف جميعا تفـاصيلهـا وأسبـابها، ولكن. . «كـافي. . إلى متى؟» صاحب السمو الأمير اطلق اشارة خطرة تتـعلق بالاستـعـداد لما بعد نضـوب النفط وهو استحـقاق يقترب يومـا بعد يوم، وقام سموه بجولات عالميـة ذات طابع اقتصادي، تأكيدا منه على أولوية هذا الملف، وحسب ما نتابع من اداء الوزراء في الجال الاقتصادي فإنهم قـد أبلوا بلاء حسنـا، سواء في اطلاق المشــاريع الكبـرى أو التــخطيط للـمـدن الجديدة.
نعم، المعـوقـات كبـيـرة جدا في أروقـة الدولة (والدولة تشـمل الحكومـة والجلس والمحـاكم)، ولسنا وحدنـا في هذه الصفـة، فـفي الإمـارات ـ على سبـيل المثـال ـ يقـوم الشـيخ مــحـمـد بن راشـد بـجـولات على المرافـــق الحكـوميـة لرصـد البطء، وربما افـتقـد مـسؤولا تغـيب بغـيـر عذر فـذهب الـــيـه في بيـته، وهي رسـالة مـدوية الى الجهاز الوظيفي الذي يـتأخر في بدء العمل، ويبكر في المغـادرة، وهو فيـمـا بينهمـا بلا تركيز.
لقد سـمعت عن إشـراف صاحب السـمو الأميـر الشيـخ صبـاح الأحمد، يـوم أن كان رئيـسا للوزراء، على تـذليل العقـبات أمـام مـشـروع «ذي آفيـنيو» الـكائن على طريق الدائري الخـامس، عـبـر لجنة وزارية قـام بتشكيلها، وتولت معالجة المشاكل العالقة، وها هو اليـوم يأخــذ طريقـه الى الحـيـاة الاقتصادية بخطوات راسخة، ما كانت لتتم لولا فضل الله، ثم تلك الرعاية السامية.
صـحيح ان سـمـوه ورئيس الوزراء لن يتـابعا كل مـشـروع، ولكن ايصال رسـالة صريحة الى جميع مستويات المسؤولية في الدولة من حين ںخر هو أمر جيد ومفيد جدا.
ان شعـار «روتيني اكثـر من الروتين» ـ على وزن «ملكـي اكـثـر من الملك» ـ يصـدق على بـعض الاخــوة المســؤولين، وهؤلاء ندعـوهم لأخذ توجـيـهات صـاحب السمـو الأمـير بجـدية كـاملة وترك الخـوف الزائد جانبا.
الاخوة النـواب الذين اعتـقدوا ان «المزار اللي ما يشور ما ينزار» يحتاجون الى وقفة مراجعة، والكثير من الشعور بالمسؤولية.
البلد بحــاجـة الى مـســؤولين أقـوياء وشجعان، وبعضكم يتسلى بتخويفهم، فإذا رأى وزيرا اصـفـر وجهـه من الخـوف قـال «نريد مسـؤولا قويا، لا مـسؤولا خـوافا». . يقولها وهو يبتسم من السعادة!
وبعـديـن؟ هل نحن في ملهــاة؟ هل هذا مسرح واحنا جمهـور؟ المؤسف اننا جمهور يبكي، والممـثلون ـ او بعـضـهم ـ هم الذين يضحكون.
كلمة أخيرة:
المسؤولون الكويتيـون يحظون باحترام كبـير في الخـارج نتيجـة لسمـعة الكويت الطيـبـة في مـجـال التنمـيـة والخـبـرات الاقتصـادية، ولا داعي لتصويرهم بأقل من ذلك علـى خــشـبــة «المـســرح» في هذه التـصـريحـات المـقـروءة بغـزارة خـارج الوطـن.