«انهيار وشيك للأقصى والقيامة» وذلك نتيجة لحفريات إسرائيلية مستمرة ـ منذ عام 1967 بحثا عن آثار وهيكل سليمان ـ لم تسفر عن الوصول الى دليل واحد كما جاء في برامج تلفزيونية لمحطات أميركية، ومع ذلك فالحفريات مستمرة في محيط المسجد الأقصى وتحت أساساته وقد تسببت فعلا في انهيارات في حي السلوان المجاور للمسجد بسبب العمق الشديد لأعمال الحفر، يقول قاضي القضاة الشرعيين بالقدس تيسير بيوض التميمي «هذه الانهيارات تهدد الأقصى والقيامة والتنبيه الذي نردده لا يجد من يستجيب له على امتداد العالم»، وكلنا يذكر التجاوب الدولي مع تدمير تمثال بوذا في أفغانستان في حين يتصدع ثالث الحرمين الشريفين ولا تتحرك حتى اليونسكو لحماية «مبنى تاريخي» رغم أن ذلك يشمل كنيسة القيامة التي لم تسلم من الحفر تحتها بحثا عن الهيكل المزعوم!
وقد تأسست 15 جمعية داخل وخارج إسرائيل لهدف واحد «هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان على أنقاضه»، وأبرز تلك الجمعيات:
1 - الأعمدة العشرة، وهي تدعو إلى بناء 10 أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى، ومن ثم يقام عليها «الهيكل الثالث» ويربط بعمود مقدس يقوم مكان الصخرة المشرفة مباشرة.
2 - الشكل العمودي، وهي جماعة ترى إقامة المعبد قرب المسجد الأقصى وبحجم أعلى منه لإظهار التفوق عليه عمرانيا، ومن ثم ربطه مع ساحة المسجد من الداخل.
3 - «الترانسفير العمراني» وهي تتبنى بناء مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا، ونقل المسجد كما هو إلى خارج مدينة القدس، وإقامة الهيكل مكانه.
4 - جماعة أمناء الهيكل، وترى ضرورة الهدم الكامل للمسجد الأقصى وإنشاء الهيكل مكانه.
لقد تحدثت وسائل الاعلام لسنوات طوال عن التطرف الإسلامي، ولم تتحدث أو تحذر من تأثير التطرف الديني اليهودي وأثره في تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، هذا التطرف أخذ أبشع صوره في تعامله مع المقدسات الإسلامية بغير أي اكتراث بتداعيات ذلك داخل وخارج فلسطين، تطرف أعمى لم يوقفه الفشل الكامل في تقديم دليل واحد حول مزاعمه بوجود الهيكل في محيط الأقصى رغم أعمال البحث والتنقيب لأكثر من 40 عاما، والتي انطلقت لتحقيق فكرة حاييم وايزمن حول الهيكل التي أطلقها حتى قبل قيام دولة إسرائيل عام 1918، ما أدى إلى اندلاع «ثورة البراق» عام 1929 التي اشتبك فيها المسلمون مع اليهود وتدخلت عصبة الأمم آنذاك وكلفت لجنة دولية للتحقيق أصدرت تقريرا نشر عام 1930 وجاء في نصه «تصرح اللجنة استنادا إلى التحقيق الذي أجرته بأن ملكية حائط البراق وما جاوره من الأماكن عائدة للمسلمين كون الحائط جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى والرصيف الذي يقيم فيه اليهود صلواتهم هو أيضا ملك للمسلمين» انتهى، وقد أنشأ الفلسطينيون جمعية «حراسة المسجد الأقصى» التي انتشرت فروعها في معظم المدن الفلسطينية بمشاركة المسيحيين للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، وعقدت لهذا الغرض «المؤتمر الإسلامي – المسيحي» الذي أوفد بعثات إلى الدول العربية وبعض العواصم الأوروبية للتعريف بما يفعله اليهود في محيط المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
كلمة أخيرة:
جاء في الحديث الشريف «من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم» فكيف إذا تعلق الأمر بثالث الحرمين الشريفين؟ ولماذا نعتبرها وظيفة بضعة أهالي منهكين اقتصاديا ومقيدين أمنيا داخل محيط منطقة القدس فقط؟ هل يجوز أن نكتفي بمشاهدة المعارك غير المتكافئة على شاشة التلفزيون بين سيدة مسنة وقوة عسكرية كاملة تركلها بالأقدام بينما الشعوب العربية والإسلامية لا تريد حتى المشاهدة فتسارع إلى تغيير المحطة؟!
[email protected]