فيصل الزامل
يبـدو اننا لا نمـلك الا الاتفـاق مع مــا ذكـره الاخ النـائب خلف دميـثيـر من ان الديموقراطيـة قد تحولت الى فـتنة، وهو امر يمكن ان يحــدث حــتـى مع المبــادئ الاسـلامـيـة النـاصـعـة، اذا مـا تداولتـــهــا اهـواء البــشـــر، و«استخـدمتها» اسوأ اسـتخدام، وهو مـا يحدث اليـوم مع مبـادئ الديموقراطية في الكويت.
الخط الفـاصل بين الـسلطتين التنفيذية والتشريعية قد انمسح بنسـبـة كـبيـرة جـدا، وهو امـر شـهدناه في السـنوات السابقـة، واليـوم نرى مــجلس الامـة، او معظمه، يتولى تشكيل الحكومة، مع تكرار هؤلاء لعـبارة «تشكيل الحكومـة هو حق رئيس الوزراء المـكلـف، ولـكـن. . » وتحت هـذه «ولـكـن» تم سـلــب هـذا الحـق بالـقطاعي، لـكل اتجــاه ونـائب رغباته.
نائب عجز عن مـواجهة وزير الماليــة في قـضــيـة اســقـاط القـروض، وفـشل في مـقـارعـة الحجة بالحجة، وهو يقول كلاماً سلبيا عن الوزير لم يشـاركه فيه نائب آخـر، لادراك الجمـيع انهـا «ندوة تلفـزيون الراي» ومشـهد «الكرسـي الخــالي» ولـيس اي شيء آخـر، ومـثل ذلك يقـال عن نواب آخرين، فـاذا كانت مـسألة وزير الماليـة مكشوفـة عبـر تلك الندوة العلنية، فان قيادة الوزير الشطي لموضـوع إلغـاء العقـود الذي هو قـرار حكـومـة نفـذ كل وزير فـيـه الجــزء الخـاص به، ولكن من يملك كشف اثر موضوع الالغاء علـى علاقة البـعض بتلك الشركـات؟
هذه امور لا تكشفـها عـدســات التلفـزيـون، انه امـر مـتكرر، حـدث في السـابق، واذا كـان بعض النـواب يتـحـرك مع الزحـام، يسيـر حيث سـار، فان عدم علمه بما يرتبـه زميل آخر ـ بعـيدا عن الاعين ـ لا يعـفيـه من المسؤولية، فهـو جزء من ترتيبة معاقبة من قادوا الاصلاح، بغض النـظر عن درجـــة الـصـــواب والخطأ، ولكنهـا حسـابات يجب ان تصـــــفى، وان يـتـــــولى التصــــفية مـحتـرف في اعادة تركيب مسرح الاحداث لتعبر عن شيء جــــديد، وامــــا النـائب الغافــل، فـهو مسكين «يشـتغل ببلاش»!
نعم، صـارت الديموقـراطيـة وســيلـة واداة للتكـسب المادي البـحت، وليس السـياسي فـقط، ولسنا متفـائلين ـ للمرة الاولى ـ بما هو قـادم، والامــر لا يتـعلق باخـتيـار رجال دولة كـما يقـال هذه الايام، فـالوزراء فـي مـعظم التـشكيـلات الوزارية السـابقـة واللاحــقــة هم عــصــارة هذا الشـعب، واي كـلام خـيـالي عن «ســوبرمــان» هو من قــبــيل التلاعب بالالفـاظ، اذ ان المقصود برجل الدولـة حـقـيـقــة هو من يوظف ألفا لا يعـملون، ومع ذلك يقبضون رواتب، ومثل هذا يناله المديح.
لقـد انقـذت العناية الالهـيـة الكويـت من فــتنة يـناير 2006، ونسأل الله القدير ان يـحفظــها من فـتـنة الديموقـراطيــة التي نريدها ديموقراطيـة حقيقـية، لا ان تكـون حـــصـــان طروادة، المشــحـون بأصـحــاب الاهواء والمنافع.