فيصل الزامل
كيف تنتـشر صـحيفـة جديدة، وتأخذ مـكانها بين صحف معتقة، وفي بلد تكرست فـيه الانطباعات، فهذه صحيـفة رأي، وتلك صحيفة إغراءات (جوائز) وثالثة إغراءات. . وبس، في هذا الزحـام مـاذا تفـعل الوافـدة الجديدة إلى «الشارع»؟
الطريقة الأسهل هي إطلاق تصريحـات نارية على لسـان مسـؤول بحق جـهات أو أشخاص، ولن يقلل النفي الصـادر منه من درجة الانتـشار، ويتحـقق لفت الانتباه إلى هـذه الوافدة الجديدة الى عالم الصـحافة، وتبدأ المشكلة في انـتهاء مفـعول تلك الحقن بسـرعة، وانعكاسها السلبي في تبدد المصداقية، فما هو الحل؟ قـد تنتـقل بعض الوافـدات إلى تقـديم خـدمـاتهـا للمـعلنين (. . . ) من سفـارات ترغب في مـخاطبـة دول اخرى في المنطقة عبر الساحـة ـ الصحيفة ـ الكويتية، التي تشبـه الأجواء المفتوحـة، طبعا لن يسـهل كشف العلاقة بين الطرفين، فنحن في بلد حرية الرأي (. . . ).
انه اختـبار عـصيب سيـزداد قسـوة مع زيادة عدد الوافـدات إلى شـارع الصحـافـة، والكلام عن تطبـيق القانون لا يأخـذ في الحسبان تعـقيدات كثـيرة تحول دون كشف الارتباطات المشبوهة.
أن الأهم من النصـوص هو هيبـة الدولة، وسرعـة تحركها إزاء هذه الظواهر إذا مـا بدأت، ولن يتعذر على الأجهزة المختصة كشف أي ارتباط من هذا النوع، ومن ثم إحالته إلى السلـطة السـيـاسـيـة التي تتـحـمل مسـؤولية تعـزيز هيبـة الدولة، او ان تتـركها ـ مـثل ملفات كثيرة ـ تنمو وتتورم مع مرور الوقت.
لقد تفهمت الصـحافة الاميركية ـ كـمثال ـ المصلحة العليا للدولة أبان أزمة الإساءة الى النبي محـمد ( صلى الله عليه وسلم )، فلم تشـارك في تصـعيـد الحـملة التي اعـتبـرت تلك الإساءات من قـبيل حرية الرأي، الأمر الذي كـاد يشعل فتنة، ويـنقل الحوادث الدمويـة التي يشهدهـا الشرق الأوسط إلى. . . الغرب.
الشعور بالمسؤولية لا يتحقق ذاتيا، ما لم ترعه أياد تستشعر خطورة الموقف، وإذا كنا في الكويت لم ندخل بعد إلى مـرحلة شراء صحف، من الخـارج، فإننا نقف على أعتاب هذه المرحـلة، وقد يتم اخـتـبارنا كـدولة، وكرأي عـام، فإذا حدث الخرق، كـانت توسعتـه سهلة ورتقه بالغ الصعوبة.