فيصل الزامل
في لقـاء مع الأخ الكبيـر عبـداللطيف الحمـد، قبل سنوات، في بـهو فندق في مـدينة جـدة، وبحـضـور وزير الماليـة في المالديف، تحـدث بواحمد عن الصندوق الكويتـي للتنمية على خلفية مناقـشة بشأنه في مجـلس الأمة بالكويت، قـال: «كنت مديرا للصندوق عـام 1972 حينـما وردت رسالة من المالديف إلى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، يرحـمـه الله، وكـان رئيسـا للوزراء آنذاك، شـرحت الرسـالة احـوال المالديف، وحاجتها إلى الدعم من الأشقاء والأصدقاء، استدعاني سموه وأطلعني على الرسـالة، فاستـمهلته يومين، ثـم رجعت اليه باقـتراح، ملخـصـه أن بالامكان عـمل خطوة سـريعـة للمـساعـدة في الجـانب التمويني وأخرى طويلة الأمد.
أما الأولى فتتـمثل في وجود سفينتين قادمـتين إلى الكويت تحملان التـموين (من سكر وقـمح وأرز ودهن. . الخ) لصـالح وزارة التجـارة، يمكن تحويل احداهما إلى المـالديف والثانية إلى الكويت، ويمكننا طلب أخرى بديلة للكويت لاحقا لتلبية الحاجة.
الثانية، طويلة الأجل، تتمثل في بناء مطار دولي، وميناء لصيد الأسماك بالإضافة إلى برادات لحفظ الأسماك بغرض استقبال سفن الشحن.
وافق سمو الأمير على هذه الخطة، وكانت النتيجة ازدهار صناعتي صيـد الأسماك، والسيـاحة، وارتفع الدخل السنوي للـدولة، وصارت معروفة على خارطة العالم اقتصاديا».
بعد أن انتهى من حـديثه، التفت بواحمـد إلى الوزير المالديفي قائلا: «هل هذا هو الذي حـدث؟» قـال الوزير وكان يتـكلم العربـية بطلاقـة: «نعم، نعم».
ثم قـال الحمـد: «أليس هذا النشـاط الإنساني المفـيـد لمجتمعات إسلامية وغـيـر إسلامية ثـروة للكويت، يجب الحـفـاظ عليـهـا وتنميتها؟! ».
مناسـبة الكلام في هذا الموضـوع هي التـجديد للأخ الفـاضل وزير المالية، بدر الحميضي، الذي هو ابن الصندوق الكويتي، أمضى فيه ربع قرن تقـريبا، وجـاء إلى وزارة المالية حـاملا معـه رصيـدا ضخـما من العلاقـات الدولية التي تحتـاجها الكويت في مناسـبات كثـيرة، وربما نفعت العـلاقة الشخصـية بين مسـؤول هنا، ومسؤول هناك، فيـما لا تحـققـه المراسلات، وربما قـفزت فـوق العـلاقات الفـاترة بين الكويت ودولة من الدول، فإذا بالعلاقـة الشخـصية تحـقق من المصالـح ما لا تحققه العلاقات الديبلوماسية الرسمية.
إن الخلفية «التنموية» لوزير المالية فرصة كبيرة لدفع عجلة البناء، وإقامة المشاريع بتعاون الفـريق الاقتصادي في الوزارة، والمعروف أن وزير المالية في أي دولة هو حجر الزاوية في الفـريق الاقتصادي، الأمر الذي يعـزز الآمال بـتحـقـيق طموحـات كـبيـرة لهـذا الوطن وأهداف عريضـة، بل والقضـاء على إحباط طال زمانه، وآن لنا أن نتـجاوزه، ليس لنا خيـار إلا بأن نتجاوزه، فـالظروف الاقتصـادية لم تكن أحسن منها اليوم على مر تاريخ هذا الوطن.