«لا يكفي أن تقبل أعداد كبيرة على الدخول في الدين الإسلامي بغير أن تقدم لهم جهة متخصصة المادة الآمنة التي تستقر معها حياتهم فلا تتخطفهم أيدي الغلو أو الإرهاب، أو أن تتناولهم أسباب النزاع مع النفس والصراع مع المجتمع المحيط بهم» كان هذا هو الدافع لـ«لجنة التعريف بالإسلام» في جمعية النجاة الخيرية لإقامة «المنتدى الأوروبي - الكويتي» للمهتدين الأوروبيين لمدة أسبوعين، حيث دعي 40 رجلا وامرأة ممن تقبلوا هذا الدين للمشاركة في هذا المنتدى وهم من «بلجيكا – ألمانيا – اسبانيا – بريطانيا – فرنسا – هولند – ايطاليا – السويد»، وقد تضمنت أعمال المنتدى التي استمرت أسبوعين كاملين وختمت الخميس الماضي، العديد من البرامج الممتعة كالمحاضرات والندوات، وزيارة المجتمع الكويتي ورحلات برية بين قطعان الإبل وأخرى في المزارع، والاحتكاك بأسر كويتية استضافتهم في بيوتها، الأمر الذي قال عنه يعقوب البلجيكي: «بعد قراري قبول الدين الإسلامي واجهت فترة من المصاعب الاجتماعية، انفصلت عني صديقتي، وقالت لي والدتي «أنت تتعرض لعملية غسيل مخ»، ومع ذلك واصلت القراءة عن هذا الدين الذي سألقى الله به، ولكنني افتقدت الحياة الاجتماعية، وبعد هذين الأسبوعين اللذين قضيتهما هنا أدركت أنني كسبت أكثر بكثير مما فقدت، أسرتي الصغيرة ستتفهم قراري خلال الفترة القادمة لأنني الآن أتحدث بثقة كبيرة اكتسبتها من هذا المنتدى الذي منحني امتدادا اجتماعيا أكبر بكثير مما كان لدي». ثم تساقطت الدموع من عينيه، فعانقه يوسف وهو من السويد، وأضاف له دموعه هو، فالاثنان يعيشان نفس المعاناة.
كانت استضافة فندق «كويت ريجنسي» للمنتدى والحفاوة التي قدمها للضيوف على مدى أسبوعين كاملين من أسباب نجاحه، فجزاهم الله خيرا، ومثلهم عدد من المساهمين في الأعمال الخيرية التي ميزت هذا البلد بصور فريدة من الإبداع في عمل الخير، وقد كان لدعم الخيرين الدور الأكبر، بعد توفيق الله، في دخول 3727 شخصا الى الدين الإسلامي في الكويت عام 2009، ويبلغ عدد الداخلين في هذا الدين عبر برامج «لجنة التعريف بالإسلام» منذ انشائها قبل 32 عاما 47.000 مهتد يحصلون على دورات تعليمية في 15 مركزا في مختلف أنحاء الكويت.
قبل خمسة أعوام أنشأت هذه اللجنة «مركز الوعي» ليس للتعريف بالإسلام ولكن للتعريف بالمجتمع المحلي فقط للراغبين في الاقتراب من الناس الذين يعملون معهم سواء في المدارس والشركات أو من أعضاء السلك الديبلوماسي، يأتون مع عائلاتهم للقاء ببعضهم البعض في مقهى المركز، أو للمشاركة في دورات عن الطبخ الكويتي أو للدخول في دورات تعليم اللغة العربية، قال تشارلز «أدرّس الطلبة والطالبات، يدخلون ويخرجون من الفصل ولا أعرف شيئا عنهم، وبعد ترددي على المركز صرت أقدر على فهم المجتمع الذي أعيش فيه منذ سبع سنوات».
كلمة أخيرة: أليسون ووالفرد، أميركية جاءت الى الكويت مع أسرتها عام 1994، كان عمرها 10 سنوات، والدها موظف في الجيش الأميركي، اختارت الدين الإسلامي في 5/3/2009، تقول عن تجربتها «أجمل سنوات حياتي هي التي قضيتها هنا في الكويت، التحقت بالمدرسة الأميركية في حولي، كلما رأيت المسلمين يتركون العمل من أجل أداء الصلاة ويقومون بتنظيف أنفسهم والاستعداد لمواجهة الخالق بسكينة وهدوء كنت أدعو الله أن يرشدني الى الطريق الصحيح، والحمد لله أنني عرفت هذا الطريق باتصال أجريته مع لجنة التعريف بالإسلام».
يمكنك إهداء هذا العنوان لمن يحملون مثل تساؤلات أليسون/ دلال
(ipc-kw.com)
[email protected]