قبل التشكيل الحكومي المرتقب بدت هناك مؤشرات وتكتيكات قادمة، فالحكومة تراهن على قوتها واستمرارها، ومصدر قوتها هو تماسكها واختراق كتلة «إلا الدستور» وقد تنجح، وسيعطيها هذا الأمر استمرارا إلى انتهاء مدة مجلس الأمة، ومن مؤشرات نجاح الحكومة عدم حضور كتلة العمل الوطني الى الاجتماع الذي دعت إليه القوى السياسية والتي أفرزت كتلة «نهج».
وكتلة العمل الوطني لديها بعض المطالب غير مطالب الشعب وهي معروفة لدى الجميع، وبدأت الكتلة تكتيكاتها بإعلان استجواب الشيخ أحمد الفهد إذا رجع إلى منصبه مرة أخرى، والتكتيك الثاني عدم حضور أي من أعضائها إلى اجتماع القوى السياسية وذلك يعطي مجالا للكتلة لفتح خط مع الحكومة وعدم الالتزام بأي تعهد مع القوى السياسية «نهج»، وستنتصر الحكومة في هذا الجانب وهذا يعطيها استمراريتها وقوتها، وهذا هو التحالف الجديد القديم بنفس الوقت، الحكومة ستلبي بعض مطالب كتلة العمل الوطني وستحتوي الحكومة كتلة العمل الوطني، وسيستفيد الاثنان إذا التقت المصالح وستلتقي بكل تأكيد، وتصريح كتلة العمل الوطني بعدم المشاركة مع الحكومة لا يعني شيئا وهو تحصيل حاصل.
يبقى هنا تكتيك القوى السياسية (نهج) التي اجتمعت في ديوان وليد الطبطبائي، حيث تعتزم «نهج» استجواب رئيس مجلس الوزراء مرتين وهذا لن يجدي نفعا اذا انضمت كتلة العمل الوطني الى الفريق الحكومي، ولكن على «نهج» ان تعيد النظر وتحاول ان تجزئ استجواب رئيس مجلس الوزراء وتحيل كل جزئية الى الوزير المختص من اجل إحراج باقي الأعضاء في الكتل التي مع الفريق الحكومي وبعض المستقلين، وتضع كل وزير أمام مسؤولياته وكل نائب أمام ناخبيه، بعض النواب يتعذر بأن رئيس مجلس الوزراء غير مختص في بعض المحاور وأن هذه المحاور منوطة بالوزير المختص، لذلك إذا أرادت «نهج» أن تخترق الفريق الحكومي فعليها أن تبحث عن الإصلاح المنشود والذي يحقق مصلحة البلد، والإصلاح ليس فقط في إسقاط رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، واذا اختزلت «نهج» الإصلاح في هذا الأمر فإنها ستفشل في عملية الإصلاح التي يتطلع لها الجميع، هل يعي الجميع ذلك ام ان العناد والهوى يعمي ويصم؟
[email protected]