في الأيام الماضية وبعد ان قدمت الحكومة استقالتها، ظهرت تشكيلة حكومية على المنتديات الإلكترونية والمسجات بين المواطنين بأسرع من البرق وحتى قبل أن يعلن عن قبول صاحب السمو الأمير استقالة الحكومة السابقة وتكليف سمو الشيخ ناصر المحمد، العجيب في الأمر أن أحد الأخوة اتصل بي بعد استقالة الحكومة بيومين وسألني: هل قرأت التشكيلة الحكومية الجديدة؟ قلت له مبتسما تفضل، فأخذ يذكر أسماء الوزراء حتى انتهى، فقلت له هل أنت مصدق هذه الأخبار؟ قال ليش، قلت يا صاحبي إن صاحب السمو الأمير حفظه الله لم يقبل حتى هذه اللحظة استقالة الحكومة بل ولم يكلف أحدا برئاسة الوزراء فكيف يخرج لنا وزراء بهذه الطريقة والحكومة لم يتم قبول استقالتها ولم يكلف أحد بتشكيلها.
قال صاحبي من وراء هذه الأسماء والأخبار والتشكيلة هنا وهناك؟ قلت له بكل بساطة أعد قراءة الأسماء فقرأها، فقلت ما هو الاسم بنظرك الغريب في هذه التشكيلة وتعتقد أنه داخل عرضا، فقال فلان، فابتسمت وقلت له أعتقد هو من شكل هذه الحكومة ونشر أسماءها.
لماذا البعض بكل سذاجة يقوم بهذه الحركات ويتجرأ ويكتب هنا وهناك ويشكل على كيفه وينشر الشائعات والأكاذيب، لماذا البعض يلهث وراء المنصب الوزاري؟، بكل بساطة لأنه لا يعتبر هذا المكان أمانة بل يعتبره فرصة للتكسب على جميع المستويات، يعتبر هذا المكان للترضيات وقبول الواسطات وخرق القانون على حساب الوطن المثخن بالجراح، وبهذه الحركات يظن أن اسمه سيلمع في سماء قصر السيف، ما أجهلك.
وفي الطرف الآخر هناك من يعتبر هذا المنصب أمانة، لذلك منذ البداية يرفض المنصب الوزاري ولا يقبله إلا بشق الأنفس لأنه يخشى الا يؤدي الأمانة كما ينبغي، أو انه تكبل يداه من إجراء الإصلاحات وعدم إعطائه الصلاحيات في منصبه الوزاري او يفرض عليه بعض القرارات التي فيها ترضيات وفساد وهو لا يستطيع أن يحرك ساكنا، كل هذه الأمور تجعل الإنسان يتحاشى هذا المنصب لأنه أمانة، والأمانة ثقيلة وقد تكون على الإنسان خزي وندامة يوم القيامة، يقول الله عز وجل: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).
إلى كل من لا يستطيع ان يؤدي الأمانة على وجهها لا تقدم رأسك للمقصلة.
[email protected]