جاءوا قبل عقود باسم حرية وكرامة الشعوب، أزالوا وأزاحوا نظام الملك لأنه نظام فاسد على حد قولهم، وقالوا إنهم هم المصلحون، وصدقتهم الشعوب وهم لا يشعرون، جاءوا على ظهور الدبابات يحملون باليد اليمنى رشاشا وباليسرى قنبلة، ويهتفون بالحرية والديموقراطية، قتلوا وسفكوا دماء الأسر الحاكمة الملكية وأسروا من أسروا باسم الحرية والديموقراطية، وصدقت الشعوب أن هؤلاء هم الثوار الأحرار الذين سينشرون العدالة والحرية في تلك الفترة، ولم تمض أيام معدودات حتى بدأت العصابة التي حكمت تصفي بعضها البعض حتى يبقى رئيس العصابة هو المسيطر وقد حصل، وبعدها يحكم قبضته على الشعب ويذيقهم ألوان الحريات والديموقراطية التي وعد بها، ولكنها كانت حرية وديموقراطية من نوعه الخاص الذي يعرفها في قاموسه الخاص، فأذاقهم انواع العذاب والتنكيل والقتل، لأنهم قالوا أين الوعد بالحرية؟
لا غرابة أن يأتي العسكر للحكم ويبطشون بالشعب قتلا وسجنا وسحلا وسحقا وتعذيبا، وتدميرا للممتلكات والمنازل، عصابة سيطرت على الحكم وضحكت على الشعوب، والآن هم متمسكون بالكرسي وعلى استعداد أن يبيدوا شعوبهم من أجل مجدهم الذي بنوه على حساب تلك الـــشعوب، أي ذلـــة ومـهانة ذاقها الشعب العربي؟
يا أمــة ضحكت من جهلها الأمم، وما ارخص دماء الشعوب العربية، في ايام معدودات قتل المئات وجرح الآلاف أي جرم هذا؟ وكنا نقول اليهود قتلوا الأطفال الأبرياء والنساء وهدموا المنازل، فماذا فعلت الجيوش العربية بشعوبها الآن؟
اذن لا فرق بينهم وبين اليهود.
من دون صهيون بذاتنا صهاينا.
ولكن نقول لكل مارد خبيث ان الشعوب اذا ثارت فإنها لا تطلب إلا الموت او الكرامة والحرية.
اللهم احفظ المسلمين من كيد الكائدين.
[email protected]