التعليم هو الركن الأساسي في نهضة أي أمة، فوراء كل حضارة عظيمة تعليم أعظم، والشواهد اكثر من أن تحصى فدول كانت في آخر ركب المدنية غارقة في بحر التخلف تعلقت بقشة التعليم فأصبحت من دول الركب الأول ككوريا وفنلندا وماليزيا وغيرها، وقشة التعليم قد تقصم ظهر البعير لثقل تأثيرها وعظم نتائجها، بينما في الاتجاه الآخر دول كانت في الصف الأول من الحضارة تبحر سفينة انجازاتها فوق أمواج التاريخ الى ان تخلت عن التعليم فغرق مركبها وطوته أمواج السنين، هالني عدم تضمين خطة التنمية المليارية للنهوض بالتعليم وعدم جعله من ضمن الأولويات، مع ان الاستثمار في التعليم هو استثمار ناجح، ولا شك وواقع التعليم في الكويت مرعب ولا شك فمن ناحية الاختبارات الدولية شاركت الكويت في الدراسة العالمية الثالثة للرياضيات والعلوم timms في الصف الرابع والثامن عام 1995 واحتلت الترتيب 39 من أصل 41 دولة، أما في نتيجة الصف الرابع فاحتلت الترتيب 26 من أصل 26 دولة شاركت في هذا الاختبار، وشاركت الكويت في نظام الدراسة العالمية للارتقاء في مهارات القراءة pirls واحتلت الترتيب 33 من أصل 35 دولة، اما في التنافسية جاء ترتيب الكويت في مجال التنافس بين الدول في التعليم وفق ما جاء في «دراسة الكويت للتنافسية» في المركز 65 من بين 117 دولة، ويعاني التعليم من انتشار مشكلة الدروس الخصوصية المنتشرة على أوسع نطاق قلق المجتمع، فقد قدّرت نسبة من يتلقون دروسا خصوصية في الصف الرابع الابتدائي بأكثر من النصف (54.1%) وفي مجموع التعليم العام بـ 88% من الطلبة الكويتيين، ومما يثير الدهشة أن الدروس الخصوصية في اللغة العربية تأتي في المرتبة الأولى كما ان الأغلبية العظمى من معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية والمتوسطة غير راضين عن مهنة التدريس مما يدل على وجود خلل كبير في نظامنا التعليمي يجعل من البيئة المدرسية بيئة غير جاذبة سواء للطالب أو للمعلم، اما نسب الرسوب بين الطلبة بناء على تقرير المؤشرات التربوية للعام 2003 فقد ارتفعت لدى الطلبة في المرحلة الثانوية بنسبة 21.3% للطلبة، و15.6% للطالبات.
وأشارت الاحصائيات التعليمية المحايدة الى ان 53% من الطلاب و80% من الطالبات فقط هم نسبة من يصلون في دراستهم للصف الرابع الثانوي.
ومن هؤلاء 30% من الطلاب و50% من الطالبات فقط هم الذين يتخرجون في الثانوية العامة من دون رسوب، وبينما أظهرت نتائج وزارة التربية المأخوذة من المدارس أن معدلات النجاح في الصف التاسع في المدارس الحكومية لعام 2004/2005 كانت أكثر من 95% في معظم المواد.
بينما نتائج التقييم الطلابي المحايد الذي عمل بالتعاون مع البنك الدولي تظهر أن هناك خللا كبيرا وضعفا واضحا في مصداقية نتائج وزارة التربية لابد ان ينظر للتعليم باهتمام اكبر إذا أردنا ان يكون لنا من خطه التنمية فوائد ترفع هام الوطن.