بقلم: فالح بن حجري
يرى د.الطيب تيزيني أن سياسة القوى العظمى القديمة: «فرق تسد» قد استبدلت بسياسة جديدة هي: «وحد.. تسد» وضرب مثالا لذلك بالعولمة التي جعلت من العالم قرية كونية صغيرة على حد تعبير مارشال ماكلوهان.
المشهد السوري فرض نوعا جديدا من هذه السياسة آلياتها تختص بـ «توحيد » المشاكل في رقعة صغيرة من العالم تختزل فيها وسائل تحقيق غايات «السيادة» للمصالح الدولية، والعالم الآن لا يريد خوض حروب عالمية «تكسر الدنيا» وتحذف فيها الطاولات والكراسي بل يفضل أن يختار طاولة واحدة (سورية كمثال) ليلعب عليها الثلاث ورقات أو الكر والفر بين الأطراف أو «بلاك جاك الذيب وجاك ولده» فها هي الصين التي تضحك «للموارد» وتعبس أمام «المواجع» استبدلت بعد انفتاحها الاقتصادي سياسة « ماو» بسياسة «القذافي» وتريد أن تخوض حربها غير المعلنة مع الولايات المتحدة حتى آخر «مواطن سوري».
وروسيا الحالمة منذ أيام بطرس الأكبر بدق الشماسي على بلاج المياه الدافئة تريد ميناء «طرسوس» بأي ثمن ولا يهمها إن نخر «السوس» الأسدي آخر «إنسان» في سورية، وطبعا ووفق اتيكيت «ladies first» تخطو سيدات العالم الولايات المتحدة وأوروبا القارة العجوز وبحرفنة داخل سياسة: وحد.. سد ومن أوسع أبوابها فيحيلان الأرض السورية إلى «إسفنجة» تمتص كل مشاكلهما الشرق أوسطية، فيفرحان بسقوط الشاطر الإيراني في لجة حرب استنزافية ستجعل التومان الإيراني يلعب مع الإفلاس «مان تو مان» وفرحهما موصول أيضا بدخول حزب الله اللبناني إلى «المولد السوري» والذي سيخرج منه بلا حمص ولا قصير بل محطما غريبا أضاع مشية الحمامة ولم يستدل على مشيته الأصلية
وهو أمر متوقع من حزب جعل لحربه شعارا يوتوبيا عنوانه «يا نعيش سوا يا نموت سوا» وكذلك الميليشيات الشيعية الراديكالية في العراق أيضا ستمتصها الإسفنجة السورية كما امتصت قبلها القوى السنية الأصولية وستمنح القوى الدولية هدنة طويلة الأمد على كثير من الجبهات الملتهبة من أفغانستان إلى مالي ومن الشيشان إلى العراق.
ستحلب القوى الدولية عصافير وصقور المشهد السوري وستحوله إلى حرب طويلة الأمد سيبقى عربنا فيه خارج مشهد طرفي معادلة: وحد.. تسد ما دام حالهم لا هو فالح في «وحد» ولا هو فالح في «تسد».. والله المستعان.