بقلم: فالح بن حجري
بعد أن استعرنا من بلاد الضباب إنجلترا ديموقراطيتها، ووضعناها تاليا طوال السنوات الماضية بالحفظ والـ «صوت» داخل صناديقنا الانتخابية، انتقل إلينا «فيروس الضباب» فصرنا بلادا للضباب مثلهم، وما هذا الضباب الدستوري الذي نعيشه إلا نتيجة لتصادم المرتفع الجوى للديموقراطية الإنجليز الراسخة مع المنخفض الجوي لممارساتنا الديموقراطية الخاطئة.
هناك، لا أحد يتحدث عن «خط إجرائي» يقتحم عليهم صالة الديموقراطية بلا «احم ولا دستور»، بل يتحدثون حول «الخطوط العامة» التي يجب اتباعها أمام المشاكل المتوقعة في العام 2030 .
هناك لا يدعون الناخبين للانتخابات في الكريسماس، بل يحددون الانتخابات في مواعيد يكون فيها قلب المواطن فارغا لا يشغله إلا هم من يختاره ممثلا له في البرلمان.
هناك طيف سياسي وفكري يضم في داخله جميع الألوان وهناك يضعون سهام ألوانهم المختلفة على وتر قوس قزح هم الوطن ليرموا به أهداف التنمية الطائرة، وهنا لا يوجد إلا اللون الرمادي الذي يؤذي «قزحية» عين مستقبلنا، هذه العين التي أتعب أجفانها ذر الرماد الرمادي لتصاب برمد الخريف التنموي.
هناك ضباب وهنا ضباب، لكن الفرق أن ضباب إنجلترا يجعل رؤية البصر معدومة وضبابنا يجعل رؤية البصيرة منعدمه..
والله المستعان.
bin_7egri@