بقلم فالح بن حجري
لا شك عندي ولو لواحد في المليون أن الكويت قادرة على بناء مدينة للألماس وليس الحرير فقط، فهي دولة يسير «محمل» اقتصادها على بحور من النفط، واستثماراتها الخارجية تجعل في عين الحسود عود وكمنجة وهبان أيضا، ولو ظهر جني مصباح علاء الدين لاقتصادها لقال له فيما بعد الشبيك واللبيك: خذني في حنانك خذني عن المصابيح وابعدني، نعم الكويت قادرة وجبارة ولكن للأسف «قرادة» الفساد تمص دم أحلامها وتمنعها من الوقوف منتصبة كما يجب أن تكون.
القرادة هي التي بخرت ماء المليارات رغم أن درجة حرارة التنمية تحت الصفر والقرادة هي التي حولت جوهرة الخليج التي كانت تسام بالغالي والنفيس إلى جوهرة خجلى تسام في كل يوم ضيم البيروقراطية والروتين والفساد، والقرادة هي التي رسمت على ظهر التعليم علامات سوط الجهل، وهي التي أدخلت الصحة العناية غير المركزة على مواكبة تزايد عدد السكان وضرورة توفير المستشفيات والمراكز الصحية لهم والقرادة هي التي جعلت الدينار عند امتحان غلاء الأسعار «يفرم» ويهان والقرادة هي التي أحالت مادة الدستور الخاصة بتوفير السكن إلى مادة إيجار مع وعد بالتملك بعد عمر طويل.. وأهبل!
مدينة الحرير ممكنة بل منطقية فقط لو كنا نملك «دودة قز» مخلصة لشرنقة الوطن ولكننا للأسف لا نملك إلا «دودة تقزيرة» تنسج خيوط تحرير بياناتها الإعلامية للخطط التنموية لتداعب أحلام المواطنين وترعب واقعهم.
bin_7egri@