نحن كما تعلمون نستورد لقاحات التطعيم من الغرب حالنا في هذا حال أغلب دول العالم «النائم».. أو كما يسميه المختصون العالم النامي، فقط لكي لا يجرحوا مشاعر نفطنا ويقلقوا منام نقطنا الطويل على مخدة الحروف.
وهذه اللقاحات ولله الحمد والمنة جعلت لأجسامنا مناعة تجاه أغلب الفيروسات من التي كانت تصول وتجول وتسجل الأهداف من مختلف الزوايا في مرمى أرواح آبائنا الأول.
لكن اللقاح الوحيد الذي لم نستورده من الغرب، بل نحن على استعداد لتصديره إليهم كنوع من رد الجميل هو لقاح التطعيم ضد فيروسات الخطابات السياسية، فنحن والحمد لله نمتلك سور مناعة لا يقدر أي فيروس خطاب سياسي مهما علا أن يتسلقه.. بل يحلو لنا أحيانا أن نتغشمر معه ونضحك عليه «من زود الميانة » فنقول له من واقع أبراج أسوار مناعتنا العالية: صعبة عليك يا فيروس وكانت «غيرتك» على مصداقيتك أشطر.. فلا تبك اليوم على لبن «الثقة» المسكوب و«شرها» بغيرها.
ومناعتنا ضد فيروسات الخطابات السياسية لم تكن وليدة اللحظة بل تطورت طوال سنوات الضياع التنموي الطويلة بين حلم مفترض وواقع مفترس لا يرحم، مناعة افرزها صراع البقاء في حياتك وأحسن الله عزاءك في المرحومة التنمية، مناعة تجعل كل حيز ذبذبات ثقتنا خارج نطاق تغطية خدمات أي فيروس صوتي مدغدغ للمشاعر مهما كانت قوة بثه أو نفثه في عقد واقعنا المعاش.. أي خطاب حكومي كان أو نيابيا يعطس في وجوهنا لينثر فيروسات سطوره في وجه ثقتنا فعليه ان يعلم ان وجه خلايانا البيضاء المناعية من وجه خطابه الصوتي ابيض.
فنحن لن نصدق سطرا هنا او هناك ونكذب «السطارات» التي تنهال على خدود واقعنا كل يوم.. من ازمة سكن وازمة غلاء وازمة زحمة وازمة فساد.... وووو..الخ ومن أراد اختراق مناعتنا تجاه الخطابات السياسية الصوتية فكل ما عليه هو الا يكون «فيروسا» يعيش ويقتات على مص دماء مشاكلنا بل يجب ان يكون «فارسا» لا يشق له غبار فعل على ارض الواقع المشاهد.. والعين «تقتنع» قبل الأذن أحيانا.
@bin_7egri