يقول الأطباء المختصون إن السمك مفيد للصحة العامة، بينما يقول «المجربون» من المستهلكين والمستهلكات إن السمك سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين، ولا خلاف هنا بين القولين فإن عرف السبب بطل العجب، فالأطباء يقصدون فائدة السمك بعد الشراء والشواء، اما المجربون فيقصدون سعره قبل الشراء، الكويت دولة بحرية تطل على ساحل طويل والمفروض ان يكون السمك فيها متوافرا وبأرخص الأثمان ولكن للأسف حساب حقل الجغرافيا هنا لا يتطابق مع حساب بيدر الاقتصاد، وفرق الحسابين ولّد معمعة غلاء جعلت من أسعار السمك رقما فلكيا لا تستطيع مركبات فضاء رواتب الكادحين اختراق غلافه الجوي دون احتراق محركات ميزانيتها.
سماء الكويت الاقتصادية هي سماء رأسمالية ولكن مشكلتها الوحيدة هي وجود ثقب أسود مخيف يسمى الاحتكار، وهذا الثقب الاسود يبتلع دخول المستهلكين ويحيلها الى رماد تذروه الرياح.
والحل سواء لأسعار السمك أو غيرها لا يكون إلا بإغلاق هذا الثقب الأسود بقراطيس قوانين منع الاحتكار، وفتح باب المنافسة على مصراعيه كما تقتضي «سلوم» الرأسمالية وعاداتها، وعندها نار المنافسة ستأكل حطب الاسعار وتنعم جيوب الكادحين بالدفء بعد زمهرير الغلاء فكلما زاد العرض قلت الاسعار وعشنا بتبات ونبات وطبخنا «زبيدي وسبيطيات».
حكومتنا العزيزة لا تسألي مجربا ولا تسألي طبيبا، اسألي فقط مولانا غوغل «وسوى سيرج» من خلاله عن مبادئ الرأسمالية.. وبالتأكيد ستجدين عند غوغل الخبر اليقين عن «الكوميديا السوداء» التي جعلت مفارقاتها مواطني البلاد البحرية يحنون الى ريح السمك وزفرته.