انتخابيا، المواطن الكويتي إنسان بسيط وطيب جدا، من البيت للصندوق ومن الصندوق للبيت، كأنه تماما تجسيد لقصيدة إيليا أبو ماضي: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت.. ولقد أبصرت قدامي «صندوقا» فمشيت.. وسأبقى «مصوتا» إن شئت هذا أم أبيت.. كيف «صوت»؟.. كيف اخترت «مرشحي»؟ لست أدري
والحقيقة هذا الواقع ليس عيبا، إذا وضعنا في الحسبان قصر فترة التجربة الديموقراطية في الكويت وعدم وجود الهيئات السياسية الداعمة لفكر البرامج الواضحة والمدروسة لا برامج القص واللزق الانتخابية الحالية، وإذا نظرنا أيضا الى تقصير مؤسسات التعليم في ترسيخ فكرة المواطنة وقصور المجتمع نفسه من ناحية ود الخلاف الذي لا يفسد للنقاش قضية، كل هذا أدى إلى تشوش الإدراك الانتخابي الصحيح عند الناخب الكويتي الذي يرزح بالإضافة إلى كل ما سبق تحت كم كبير من فلاتر التشويش الأخرى التي تمنعه من تكييف واقع السياسة بحسب احتياجاته هو لا احتياجات ذوي السياسة.
فلاتر مثل أوهام القبيلة والعائلة والطائفة و«نحن» و«هم» كلها تعمل على تصفية أي إدراك صحيح واقعي للمواطن فتجعل من بواقي إدراكه مجرد قشور ماض لا تسمن حاضر وطن ولا تغني مستقبله من جوع.
العيب فعلا يا ناخبنا الكريم أن يبقى وضع إدراكك الانتخابي على ما هو عليه من قصور في الإدراك الوطني، وألا تحاول أن تطوره من مجرد «صوت صندوق» إلى «صوت صادق» مع الوطن لا سواه.. وكما قيل تصرف مع «العيب» يأتيك ما في الغيب مستقبلا مشرقا لك ولوطنك إن شاء الله.
@bin_7egri