«عطني إنجازا واحدا لحكومتك، وأنا مستعد لأن أسحب الاستجواب».
السؤال السابق وجهه النائب رياض العدساني لرئيس الحكومة خلال جلسة الاستجواب الماضية.
ورغم ان الجواب الحكومي بقي كالعادة مفقودا لم يستدل له على عنوان، فان السؤال يبقى محوريا ومهما يستحق الشعب من حكومته على الأقل أن تصدر «فيزا» لجورج قرداحي لعله يحضر الى البلاد ويطارحها السؤال عبر برنامج يمكن تسميته بـ «من سيربح ثقة المليون مواطن».
تصوروا قرداحي وقد استضاف الحكومة ليسألها سؤاله الأول، ما دور الحكومة بحسب الدستور: 1- تشريعية، 2- تنفيذية، 3- قضائية 4- «ما كو شغل»؟ ستهز الحكومة رأسها طبعا باستخفاف وتقول: الجواب رقم 2، لتطلق الألعاب النارية و«تنفخ البلالين» وتومض الفلاشات وتقوم الحكومة لتلبس بشتها لتحضن السادة المسؤولين وهى تغالب دموعها شاهقة.
وبعد التهاني والتبريكات يعود قرداحي ليسألها: كم تصدر الكويت من البراميل يوميا 1- 500 ألف 2- مليون 3- 1.5 مليون 4- 2.4 مليون؟ تبلع الحكومة ريقها ثم تطلب الاستعانة بالجمهور، فيجيب بصوت واحد متهدج تخنقه العبرة «4» فتهز رأسها موافقة فيصفق قرداحي ويشكرها على مبادرتها الديموقراطية، وسؤال الشعب لأول مرة عن براميله.
ثم يعود ليسألها: كم عدد الأصوات في الانتخابات 1- 4 أصوات 2- 3 أصوات، 3- صوتان 4- صوت واحد، فترتشف عصير الشمام الذي امامها بسرعة ثم تطلب حذف إجابتين فتظهر على الشاشة الاجابتان: صوتان، وصوت، فتقول: «اممممم ماشى صوت واحد» فيرفع قرداحي يده مهنئا ويعود ليسألها: ما المبلغ المرصود للتنمية: 1- مليار 2- 15 مليارا 3- 30 مليارا 4- 40 مليارا؟
تحوقل الحكومة وتستغفر ثم تطلب الاستعانة بصديق من مجلس 2009 فيجيبها «40 مليارا» فتقول له: أكيد؟ فيرد: نعم 40، أنا متأكد «احنا راصدينه سوا»، فتجيب: 36، فيقول قرداحي 36 أم 40؟ فتقول 40، والحكومة لا تسأل عن أعمال حكومات سابقة.
وهنا تصل الحكومة وقرداحي الى سؤال «ثقة المليون» وهو هنا بدون خيارات ويحتمل اجابة واحدة فقط، ومع الشد والإثارة يتحول قرداحي فجأة الى رياض العدساني ليخز الحكومة قائلا لها: «عطيني انجازا واحدا لك وأنا مستعد ان أربحك ثقة المليون مواطن»؟
والله يعين الحكومة، فهي اما ان تنسحب وتخسر كل أرباح إجاباتها او تجيب وتخسر ثقة المليون مواطن وفى كل الأحوال.. الله يعوض عليك يا بلد.