فارس السبيعي
أتمنى من كل قلبي ويتمنى غيري أن يأتي اليوم الذي يطوى فيه ملف البدون بشكل نهائي، فهذه المشكلة بدأت صغيرة وأصبحت ككرة الثلج تكبر شيئا فشيئا حتى يصعب بعد ذلك حلها أو إيقافها!
ولا شك أن الحل مهما كان ستكون له كلفة مالية باهظة، ولكن يبقى أن ندرك أن لكل عملية آلامها وثمنها فعملية الولادة لدى الأمهات وبرغم أنها مفرحة لأنها ستسفر عن مولود جديد إلا أنه يسبقها ويصاحبها ويعقبها آلام وأوجاع وقد تكلف المرأة حياتها!
لكن في النهاية تختفي الآلام وتبقى الآمال بذلك المولود الجديد الذي سيكبر ويعمر ويبني.
أبناء البدون وأبناء أبناء البدون ولدوا في الكويت وترعرعوا فيها ولم يعرفوا وطنا غيرها والبعض منهم يحمل مؤهلات وشهادات وخبرات فما مصير هؤلاء الأبناء ومتى سنشهد ولادتهم الحقيقية! ينبغي لأصـــــحاب القرار المسارعة في اتخاذ قرار أشــــبه ما يكون بمشرط الجراح حيــــنما يعمد إلى شـــــق بطن الأم التي تطــــلق من شدة الألم ليخرج لها طفل جميل ترعاه ويــــرعاها.
إن ترك هؤلاء الأبــناء من فئة البدون هملا دون هوية ولا عمل ولا مستقبل لا يعرضهم فقط للشـــــتات بل سيعرض البلد الحاضن لهم لكوارث لا تحمد عقباها فالعــــمل الرسمي ممنوعون منه والقطاع الخـــــاص لا يستطيع استيعابهم والتجارة الحرة ممنوعون منها وحتى البسطة الشريفة والتي تسد جوعتهم يحاربون فيها !
إذن فأين الملاذ وما الحل لسد الجوع والعيش بكرامة؟!
آخر رمسة:
ماذا يفعل الجوعان إذا لم يجد طعاما يأكله أو مالا يشتتري به أو شخصا يطعمه؟!