فارس السبيعي
وبعد أن وضعت الحملة الانتخابية أوزارها، وحجز كل نائب فاز بثقة ناخبيه مقعده في قاعة عبدالله السالم، أقول لمن حالفه الحظ والنجاح كان الله في عونك، وألهمك الصدق والثبات، وحفظك الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسدد الله خطاك لتحقيق الوعود التي قطعتها على نفسك أمام الله وأمام ناخبيك، فالكلمة ما إن تخرج من طرف اللسان إلا وملكت قائلها فيظل ما بقي أسير كلمته تلك.
لقد سمعنا وقرأنا شعارات وأهدافا وآمالا أطلقها المرشحون خلال حملاتهم الانتخابية، الكثير منها استخدم لدغدغة المشاعر والضحك على الذقون وهي من لوازم العملية الانتخابية والسبب أن تلك الأهداف لا يمكن تطبيقها ولا قياسها ومن تلك الشعارات «إصلاح التعليم» فكيف لشخص غير متخصص ولا مطلع على الشأن التعليمي ولا يعرف البتة صياغة هدف معرفي أو يفرق بينه وبين الهدف الوجداني أن يصلح التعليم، ثم إنه لم يبين الخطوات والوسائل التي من خلالها نراقب مدى نجاحه أو فشله في تحقيق أهدافه التي أعلنها، وهذا الشعار ينسحب على غيره من الشعارات كمن رفع شعار إصلاح الاقتصاد الوطني وهو لا يملك سجلا تجاريا ولم يقيد ضمن أعضاء الغرفة التجارية ولا يعرف يدير بقالة فكيف بشخص لا يفقه في الاقتصاد شيئا ثم يجعل إصلاحه هدفا له في حملته الانتخابية؟
إن الحكومة الرشيدة «ثبتها الله» أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها قادرة على فرض القانون على الصغير والكبير على حد سواء، وأنها قادرة أيضا على استخدام جميع إمكانياتها أمام شعبها «الأعزل» سواء المدرعات أو الطائرات أو القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص المطاطي متى ما استدعت لذلك الضرورة، كما أنها، أيدها الله، قامت بحملة كبيرة ضد المظاهر التي تعكر صفو العملية الانتخابية من فرعيات أو شراء للأصوات أو غيرها، وبذلك فإنها تكون ملزمة بالاستمرار على هذا النهج الإصلاحي دون تراجع أو تقهقر أو محاباة لأحد وأن تبدأ بنفسها وبأعضائها، وإذا ما أحسنت الحكومة اختيار وزرائها من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط فإنها ستفرض واقعا مختلفا نحو كويت أفضل.
أما النواب الذين حالفهم الحظ فإنهم بمجرد التزامهم ببعض ما ورد في برامجهم الانتخابية والذين سيظلون أسرى لتلك الوعود فبالتزامهم ببعض الوعود سيجعلون من الكويت المدينة الفاضلة، فإذا استطاع النواب كسر الروتين المدمر للتنمية والذي يجعل الواسطة تنخر كل زاوية من زوايا العمل الحكومي فإنهم سينعمون بمستقبل أفضل وسيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، عندها لن يحتاج المواطن الكويتي لأي واسطة في أي معاملة.
فمعادلة النجاح تتمثل في حكومة قوية تجل تطبيق القانون وتحترمه وتدعو إليه وتحاسب من يتخطاه، ونواب يحترمون وعودهم ويلتزمون بمواثيقهم ويبتعدون عن الجعجعة التي شنفت الآذان ولم نر من ورائها طحنا.
آخر رمسة: «أقسم بالله العظيم أن أحــــترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه وأن أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق».
قال تعالى «وإنه لقسم لو تعلمون عظيم» فيا أيها النائب والوزير اتق الله وبر بقسمك وأخلص العمل فإن الناقد بصير.