فارس السبيعي
منظر تزاحم الشاحنات أمام منفذ النويصيب منظر غير حضاري، وتنقصه اللفتة الإنسانية، ولا يليق بدولة متقدمة وغنية كدولة الكويت، فطوابير شاحنات النقل أمام المنفذ في فترة الصباح الباكر وبعد الظهر مشهد يدل دلالة واضحة على سوء التخطيط وضعف الإرادة وقلة الحيلة، ازدحام غير مبرر، وفوضى مرورية وأحيانا يسبب وقوف تلك الشاحنات بصورتها العشوائية حوادث لا تحمد عقباها!
سبق أن ذكرت في هذه الزاوية معاناة سائقي تلك الشاحنات الإنسانية والتي أبسطها توفير دورات مياه ومطاعم ومكان مظلل وموقف مسفلت، ولو أن هذه الخدمات تسند للقطاع الخاص من أجل توفير وسائل الراحة لهؤلاء السائقين الذين يقومون بدور جبار في نقل البضائع من وإلى الكويت سواء التجارية أو الغذائية أو الاستهلاكية أو غيرها، لكان الأمر أفضل، فدورهم كبير في توفير الاحتياجات الضرورية للبلاد، فأقل ما يمكن أن يقدم لهم هو توفير دورة مياه ومصلى وبقالة تقدم لهم ما يسد جوعهم ويروي ظمأهم.
والسؤال المحير:
لماذا لا تنشئ الحكومة (عافاها الله) جمارك حدودية على غرار جمرك الصليبية فالأموال متوافرة والأراضي متاحة والكوادر البشرية جاهزة؟!
إن إنشاء جمارك حدودية سيجعل حركة دخول وخروج البضائع سلسا وسريعا وخاصة تلك التي تحمل مواد غذائية أو قابلة للتلف وسيخفف على القطاع الخاص الأعباء التي يتحملها جراء تأخر وصول البضائع في وقتها، ما يحمل السلعة تكاليف وأعباء إضافية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ستقضي تلك المراكز الحدودية العملاقة على مظاهر الازدحام والامتهان لسائقي الشاحنات وسيختفي مظهر القافلة الليلية التي تسبب الكثير من المشكلات المرورية وتستنزف الوقت والجهد.
آخر رمسة:
موظفو الجمارك من أهم الموظفين على الإطلاق في الدولة، لأنهم حماة الوطن وحراس الحدود والعين الساهرة، فمن خلالهم إما أن يتحقق الأمن أو أن يتزعزع، لذا ينبغي أن تهيأ المناطق الجمركية بكافة وسائل الراحة من تكييف وتظليل وأجهزة مساعدة وحوافز مادية وحوافز ضبطيات مجزية ليقوم هؤلاء الشرفاء بواجبهم على الوجه الأكمل، والسؤال ما العائق أمام تظليل وتكييف مناطق التفتيش في الجمارك الحدودية؟! مجرد سؤال؟