فارس السبيعي
يعرف عن وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الدقة والحزم والجاهزية، ولكن ما حصل في الآونة الأخيرة من تناقضات استمرت لأكثر من شهر جعلت الطالب في المرحلة الابتدائية لا يثق بوعود الوزارة! فتارة تؤيد تأجيل العام الدراسي، وتارة أخرى ترفض التأجيل ما جعل الناس تعيش في حالة من القلق المستمر والذي تسبب في فساد التمتع بالاجازة الصيفية بسبب تضارب التصريحات من قبل المسؤولين في وزارة التربية.
وقد نلجأ الى التماس العذر لوزيرة التربية عندما تتضامن مع قرارات مجلس الوزراء، لكننا لا نعذرها عندما تتخلى عن مصير العملية التربوية وذلك بسبب عدم دفاعها عن الرأي الأرجح والأنفع لأبنائنا الطلاب.
فمبررات مجلس الوزراء برفض التأجيل لم تكن صائبة حيث صرح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بأن مجلس الوزراء ناقش باستفاضة موضوع تأجيل بداية العام الدراسي المقبل، وأخذ بعين الاعتبار مدى التداخل الزمني الذي سيترتب على هذا التأجيل، ورأى أنه سينسحب بالضرورة على نهاية العام الدراسي، وسيؤدي التأجيل الى ابقاء الطلاب والطالبات لمتابعة الدراسة الى مرحلة متقدمة من الصيف المقبل، وهذا من شأنه أن يؤثر على تحصيلهم العلمي، مضيفا أنه أمام هذه الأسباب واعتبارات أخرى كثيرة، قرر المجلس الابقاء على موعد بدء العام كما هو معتمد سابقا.
والحقيقة أن قضية التداخل الزمني غير منطقية، كما أن ابقاء الطلاب الى مرحلة متقدمة من الصيف يؤثر على تحصيلهم العلمي أيضا تبرير غير مقبول لأن درجة حرارة الصيف من شهر يونيو الى شهر سبتمبر متساوية تقريبا، حيث تتراوح بين 43 و48 درجة، أما الاعتبارات الأخرى فليت المجلس يطلع المواطنين عليها حتى يقنعهم بها فتكون دافعا قويا للاستعداد المبكر للعام الدراسي.
أعتقد أن بداية العام الدراسي المقبل غير مشجعة وغير محفزة، وأخشى أن ينقطع كثير من التلاميذ عن مدارسهم بسبب التوقيت الذي جاء مصادفة دون ترتيب في منتصف رمضان وقبيل العشر الأواخر، فيتأثر نتيجة للانقطاع تحصيل أبنائنا العلمي نتيجة للتداخل الزمني الذي سيجعل المعلمين يسلقون المنهج كسلق البيض، لا بسبب الحرارة كما يدعون، فينطبق علينا المثل «كأنك يا أبوزيد ما غزيت».
آخر رمسة: سؤال يطرح نفسه: إذا حصل انقطاع للطلبة والتلاميذ بنسبة 40% من المجموع العام، فمن المسؤول عن ذلك الانقطاع أهو مجلس الوزراء الموقر أم وزارة التربية أم التلاميذ أنفسهم؟! مجرد سؤال.