فارس السبيعي
قناة سكوب قناة كويتية ناشئة، بالأمس القريب احتفلت بعامها الأول وحق لها ان تحتفل، حيث من الصعب جدا ان تصمد قناة يومية أمام هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية والتي اهتمت بكل شيء، تقوم على هذه القناة ناشطة إعلامية من بيت اعلامي غني عن التعريف، والحقيقة أنني كنت من أشد المنتقدين لهذه القناة لعدم وضوح الرؤية والرسالة، حيث انها كانت أشبه ما تكون بقناة «الحدث» بمعنى انها تركز أحداثها حول المشهد القائم في الدولة، ففي فترة الانتخابات التشريعية الماضية خصصت القناة جل وقتها لمحاورة المرشحين، وقد خدمت الكثيرين منهم، واستفادت هي ايضا منهم بجلب عدد كبير من المشاهدين والمتابعين، فضلا عن المسجات «سلعة من لا بضاعة له».
وبعد ان وضعت حرب الانتخابات أوزارها، قامت القناة ببث برنامج «مع الناس» رغم ان وقته يعتبر من أوقات الراحة لغالبية الموظفين، الا أن البرنامج وخاصة الحلقة التي يقدمها صاحب مقولة «صوتك وصل» أبو عيده لها طابع خاص، فبرغم انه يقاطع المتصلين كثيرا، الا أن صدق مشاعره وتعاطفه مع المظلوم والعفوية في الإلقاء جعلت الكثيرين من المشاهدين يتابعون البرنامج، انتظارا لمفاجأة أو لسماع مأساة أو لمتابعة حدث جديد يتبناه البرنامج، لقد دفع هذا البرنامج الكثيرين من المواطنين الى فسخ ثوب الخجل وبث الهموم على الهواء مباشرة، فصار المهموم والمغموم والمكبل بالديون يتنفس في برنامج أبو عيده ليسمع همسة أبو عيده «صوتك وصل».
ان هذا البرنامج جديد على الشاشة ولكن ليس بجديد على الإذاعة سواء الكويتية أو الخليجية، وان كان يراودني الشك في استمراره بسبب تفتيح العيون على مشاكل «خلق الله» والتي تمس بعض المسؤولين مباشرة، الا أنه بحق برنامج الناس ومع الناس ولكل الناس، فهم أسرة الإعداد والتقديم والحوار وهم أبطال الحلقات ايضا، ولو استمر البرنامج عشرات السنين فسيكون بنفس الوتيرة وبنفس القوة لأن المشاكل لا تنتهي وتجاوب المسؤولين مع الشاكين يزيده بريقا، واكثر ما يجمله هو مقدمه أبوعيده صاحب الدمعة القريبة والتي تخفف عن الناس آلامهم، فقد بكى أبو عيده وابكى الناس حتى ان أحد المتصلين وهو خليجي مصاب بالعمى يقول له وين دموعك ومن الامور التي تؤخذ على المقدم وغيره من المقدمين كثرة الإطراء والمديح لصاحبة القناة والتي هي في غنى عن الإطراء لشهرتها الواسعة، فهي لا تحتاج لهذا الإطراء بقدر ما تحتاج للإتقان والجودة.
آخر رمسة:
قال ( صلى الله عليه وسلم ) «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار، متفق عليه»، وقال ايضا «من مشى في حاجة اخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنوات، أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم».
فهنيئا لكل من ساهم في مسح دمعة مسكين أو مسح على رأس يتيم أو فرج كربة محتاج أو نصر مظلوما، فهذه الأعمال هي الرصيد الباقي والنامي في بنك الآخرة الذي شعاره «يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر».