فارس السبيعي
لقد غالت لجنة إزالة التعديات في إنكار وإزالة التعديات، فأصبحت بسبب مغالاتها تقع في المحظور حيث بدا واضحا عدم العدالة، والافتئات على غيرهم وخلط الأمور. فمن الأمور المتعارف عليها تنظيميا أن ممرات المشاة توضع خلف المنازل لكي تؤدي إلى مرافق الخدمات كفروع الجمعيات والمدارس ورياض الأطفال وقد تستخدم كممر للمشاة لمن يرغب في ممارسة رياضة المشي ولذلك قامت الجهات المعنية بوضع البلاط ذي اللون الأحمر دلالة على استخدامه لهذا الغرض، وهنا إن قامت تلك اللجنة (المدرعة) والتي تباغت المواطنين في ساعات النهار الأولى تحت مظلة مجلس الوزراء فإن صنيعها في إزالة المخالفات مقبول بحكم أنها لجنة تنفيذية وتزيل مخالفة قائمة، أما أن تقوم بالافتئات على أجهزة الدولة وتزيل سياجا شجريا لا يتعدي طوله نصف متر بحجة أنه على الرصيف فهذا من غير المقبول إطلاقا بحجة أن الساحة التي أمام البيت ممر للمشاة؟ فلا مخطط الإسكان أشار إليه ولا هو يستخدم كمرر مشاة، ومنذ متى كانت أبواب المنازل ممرات للمشاة؟!
لقد تعالت تمتمات المواطنين بقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فإلى كل مسؤول وطني غيور أدعوه لزيارة المناطق السكنية ليرى بأم عينيه القبح الذي حل بها، فقد تبدلت مشاهد الخضرة والجمال إلى تشويه وتخريب وكأن صواريخ اسرائلية قامت بدكها ظنا منها أنها «من ضواحي غزة» حتى غدت البيوت العامرة «جلحاء ملحاء».
إن الأسلوب الذي تتبعه لجنة الإزالة ليس أسلوبا حضاريا ولا يمت للمدنية بشيء. فالناس استجابت وأزالت الشبرات وغرف الخدم والدواوين والمظاهر غير المرخصة ولم يتبق إلا الشجيرات الجميلة التي تساهم في سلامة البيئة وتوفر الأكسجين وتغير مظاهر الطقس وخاصة في الصيف فهل هذه المناظر الجميلة تعديات؟ فإذا كانت تعديات فلماذا لا تتجه اللجنة إلى مقابل جمعية المنصورية والنادي العربي لترى المسافة بين الرصيف وبين السياج الشجري الذي يعود للهيئة العامة للزراعة وليس للمواطنين؟ لماذا لا يطبق القانون هناك والشواهد كثيرة ففي ظني أن إزالة التعديات حدث فاجع للأسر الكويتية، وهناك قصص كثيرة منها الطريف ومنها المؤلم والحزين وستنبؤك الأيام بما كان خافيا.
آخر رمسة:
يقال ان مواطنا مسنا ومصابا بمرض «الصرع» وهو من الأسر المحافظة وليس لديه أبناء ذكور، أحب أن ينصب خيمة في فصل الشتاء كعادته السنوية ليتلذذ بفاكهة الشتاء وهي إشعال الضوء سواء بالفحم أو بالسمر والغضا مقاس الخيمة 3×3 شراع أي مفتوحة وهي مؤقتة لأن البيوت الحديثة لا يصلح إيقاد الحطب فيها قامت لجنة الإزالة بقصف خيمته فاستعاض عن الخيمة برواق ويستتر بالسياج الشجري قامت اللجنة بإجباره على تقصير السياج الشجري، فلما خرج الشيخ المسن المسكين المغلوب على أمره، وجد أنه مكشوف وبناته وأن بقاءه بهذه الصورة لا يتناسب مع عاداته وتقاليده ودينه، فسلم أمره لله وتمتم بحسبي الله ونعم الوكيل لأنه بهذه الطريقة أصبح سجين منزله فهل وصل بنا الحال يا لجنة إزالة التعديات أن نضيق على بعضنا البعض مجرد سؤال؟!