فارس السبيعي
يا كويت عزك عزنا يا كويت
يا أحلى وطن في قلوبنا يا كويت
وهكذا تستقيل الحكومة الخامسة لسمو الشيخ ناصر المحمد، في أقل من ثلاث سنوات والاسباب التي أدت إلى استقالتها هي هي لم تتغير، وكلما حل مجلس الأمة حلا دستوريا، عادت الوجوه النيابية مرة أخرى دون أن يطالها التغيير إلا أن الشيء الوحيد الذي تغير في هذه العملية وهذه الأجواء الضبابية خلال السنوات الماضية هو تغير المزاج العام للمواطنين، وربما تعود أسباب تقلب المزاج العام نحو الأسوأ إلى تأثير المرئي والمسموع من بعض وسائل الإعلام التي تسببت بقصد أو من دون قصد في فساد المزاج العام لدى المواطن الكويتي.
إن أغلى ما نملك في هذا الوطن هو الوحدة الوطنية، فمن دون التلاحم والتفاهم والالتقاء على كلمة سواء، لا يمكن لسفينة الكويت أن تبحر بأمان في بحر تتلاطم فيه الأمواج، ولذلك يقع على كاهل وزارة الإعلام أن تعيد التوازن لإعلامنا الخاص والعام لكي تعزز التلاحم والوحدة الوطنية، فالكويت أمانة في أعناقنا جميعا.
وأما حالة الاحتقان الحاصل بين مجلس الأمة والحكومات المتعاقبة المستقيلة فتحتاج إلى مشرط جراح ماهر يزيل الأورام الخبيثة من جسد الأمة المريض دون أن يصاب الجسد بأذى بقدر الموضع الذي نبت فيه الورم الخبيث.
لقد ضاعت فرص كثيرة على الكويت لم تستغلها عندما بلغ سعر برميل النفط 140 دولارا، ومازالت الفرص تضيع فرصة تلو الأخرى والسبب يعود إلى أزمة الثقة بين النواب والحكومة والعكس.
لقد أصبنا جميعا بداء الجدال السياسي، والذي يمحق البركة في الأقوال والأعمال، فهذا نبي الله سليمان يقول فيما يروى عنه: «دع المراء فإن نفعه قليل، وهو يهيج العداوة بين الإخوان».
ويقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يوصي أتباعه المؤمنين بترك الجدال «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا».
إن على الكتل السياسية أمانة تجاه الكويت وأهلها، سيسألون عنها وستلاحقهم أنظار الأحفاد إن لم تلاحقهم أفواه الآباء والأجداد فلقد تأخرت الكويت كثيرا عن ركب التنمية، لا لقلة مواردها، ولا لندرة شبابها، ولا لنضوب أفكارها، وإنما بسبب انتشار الأنا وحب الانتصار للنفس، ولزوم الجدال الذي أخرنا كثيرا عن غيرنا فالأمة التي تحسن الكلام وتسيء العمل أمة لا بقاء لها في عالم المتغيرات.
آخر رمسة:
قيل قديما «لا تمار حليما ولا سفيها، فإن الحليم يغلبك والسفيه يؤذيك».
وقال الأوزاعي:
إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل. اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير.