يكتسي الزمان ببيارق الانتصارات الكويتية على مر العصور، فقد وقف التاريخ راصدا لحكمة الاجداد الذين تجاوزوا صعاب الدهر ووضعوا اسس الكويت الحديثة التي تتبوأ مكانتها العالمية بين دول العالم استنادا الى المبادئ الراسخة التي صاغوا قواعدها على كافة المستويات وفي مقدمتها ذلك البناء الاجتماعي الفريد من نوعه الذي تتميز به الكويت دون غيرها فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم تحولت الى علاقة ابوية تحكمها روح الولاء والوفاء وليست علاقة سلطوية، ومنذ صباح الاول حتى الآن يشهد التكاتف والتلاحم بين كل ابناء الشعب الكويتي على ان ما غرسه الاجداد من اسس كان هو الرصيد الباقي والدائم على مر الزمن.
لست الآن في صدد الحديث عن المواقع التاريخية والانتصارات الكبرى التي حققها الاجداد منذ النشأة الاولى للكويت ولكن يكفي الاشارة الى انهم قدموا دماءهم الغالية وارواحهم فداء للوطن العزيز وحافظوا على حدوده وعلى وحدته ضد كل الطامعين الذين كانوا يحاولون الاعتداء عليه او القفز على الحقائق.
وما يعنيني فقط هو الاشارة الى ان كل تلك الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا وجود علاقة التراحم والتلاحم والتعاضد بين الحاكم والمحكوم وبين الاسرة والشعب وبين القبائل والعوائل الكويتية اينما كانت واينما حلت.
ونحن اذ نحتفل هذه الايام بمرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير و5 سنوات على تولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد مقاليد الحكم، فإنني اود التأكيد على ان هذه الاحتفالات هي بمثابة تجديد لعهد الولاء والوفاء لصاحب السمو وهي بمثابة يمين دستورية من ابناء الشعب الكويتي للحفاظ على كل ذرة رمل من رمال ارضنا الطاهرة وليس ذلك فقط بل ان هذه المناسبات الغالية تفرض علينا ان نعاهد ارواح اجدادنا الذين اسسوا الكويت الحديثة على ان نواصل مسيرة الانجازات والبناء كي تواصل الكويت صعودها بين مصاف الدول المتقدمة وان تظل رايات العزة والرفعة خفاقة عالية في جميع المحافل.
في هذه المناسبات الوطنية نعاهد الكويت بان نحفظ لها امجادها وان نبذل قصارى جهدنا كي تصبح سواعدنا الوطنية الكويتية هي القوة الاساسية التي تعتمد عليها في الانتاج والتنمية.
نعاهد الكويت على ان يكون ابناؤها يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد في جميع الاوقاف.
نعاهد الكويت على تقديم كل فكر حر وكل عطاء مستنير لخدمة النهضة الحديثة وارساء اسس العلوم المتطورة والتي يحرص على رعايتها حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه.
ونعاهد الكويت على ان نكون جميعا متطلعين الى مستقبل زاهر حتى تحظى الاجيال القادمة بكويت عامرة بالخير، كالذي توارثناه عن آبائنا واجدادنا وحتى نظل جميعا نردد بفخر واعتزاز نشيدنا الوطني.. وطني الكويت سلمت للمجد.