فاطمة عبدالله الناصر
دائما في الكويت نواجه المشكلات وكأنها فاجأتنا، ولم تعطنا أي مؤشرات سابقة لقدومها، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة، وإذا ما نظرنا يمينا ويسارا سنجدها ظاهرة لا تحتاج إلى تنبيه، فهي بنفسها تدق ناقوس الخطر منذ فترة ليست بالقصيرة.
فالكويت تعاني الكثير من المشكلات في مختلف القطاعات والوزارات، وإذا نظرنا إلى بعضها سنجد مثلا أن المشكلات الصحية تتمثل في نقص الأسرة بالمستشفيات في مواجهة زيادة عدد السكان واتساع الرقعة السكانية، إضافة إلى طول مدة الانتظار أمام مراجعي العيادات الخارجية ومحتاجي العمليات الجراحية. أما مشكلات التعليم فحدث ولا حرج بدءا من الاعتداء على الأطفال الصغار ومرورا بانتشار الدروس الخصوصية وصولا إلى الشهادات الجامعية المزورة وقضية الجامعات غير المعترف بها.
وإذا عرجنا على مشكلات المرور والإقامات التجارية والعمالة الزائدة فسنحتاج إلى مقالات طويلة، وكذلك الحال بالنسبة لانتشار البطالة وتسريح المواطنين العاملين في القطاع الخاص، واستمرار الأزمة المالية التي باتت تهدد جميع بيوتنا نظرا لما نقرأه ونسمعه يوميا عن آثارها السلبية على الجميع.
لا أذكر كل ذلك من قبيل نظرة سوداوية تشاؤمية، ولكن السبب هو الألم الذي يعتصرنا لانشغال أعضاء السلطتين وعلى مدار أسابيع وشهور طويلة من العام بأمر واحد فقط وهو الاستجوابات، فطرف منهما يفكر في تجهيز الأسئلة والمحاور، والطرف الآخر يبحث في تجهيز الردود والحجج والبراهين على مصداقيته. للأسف الشديد، أقولها وكلي حزن وألم، إننا السبب في ذلك، وأقصد «المواطنين» الذين يفرحون بأن ممثلهم ضغط على الحكومة، أو أنه كسب جولة في الاستجوابات، أو لأنه أحرج الوزير وتسبب في إقالته أو استقالة الوزارة بأكملها، ومنا من بحث عن خدمات شخصية من خلال طلب معاملات سواء للتعيين أو العلاج بالخارج أو استثناء في إدارة حكومية، ونسينا جميعا مستقبل بلدنا وأجياله المقبلة.
أما نوابنا فبعضهم انشغل بأجندته الخاصة لإرضاء «ربعه، وناخبيه، ومصلحته الشخصية فقط»، وظن هؤلاء أن الكويت مجرد بقرة حلوب، ولم ينتبهوا إلى خطر الاعتماد على مورد واحد مهدد مستقبلا بتوافر بدائل للطاقة.
ألم يحن الوقت لكي يركز أعضاء السلطتين على المشاريع التنموية التي يراعى فيها المستقبل بكل ما يحمل من تحديات، ألم يفكروا فيما سيحتاجه شبابنا من وظائف بعد 5 أو 10 أعوام، فضلا عن أزمة السكن التي بدأت تطحن أفكارهم وطموحاتهم.
أليس من حقنا أن نرى شوارع جميلة، وحركة المرور فيها انسيابية، ألا يجب أن تكون لدينا موانئ برية وبحرية وجوية كبيرة تمكننا من تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري في الشرق الأوسط؟!
كفانا مزايدات وصراعات ومشاحنات واتهامات، كفانا إضاعة للوقت والجهد، ولنضع تحديات المستقبل أمام أعيننا، ولننظر إلى الدول من حولنا ونسأل أنفسنا كيف كانوا وكيف كنا قبل عدة عقود؟!
وحفظ الله الكويت من كل مكروه.