فاطمة الناصر
نستيقظ اليوم على مرور الذكرى التاسعة عشرة للاحتلال الصدامي لبلدنا الحبيب، وعندما نتذكر ذلك اليوم، يجب علينا ألا نحزن فقط لما حدث للكويت وشعبها الطيب من طعنة غادرة في الظهر، رغم كل ما كانت تقدمه الكويت من دعم ومساندة لذلك النظام البائد، لكن علينا ان نتذكر ذلك اليوم ايضا بتحصين بلدنا واجيالنا القادمة ضد اي اخطار محتملة.
علينا أن نستفيد جيدا من الماضي وأن نأخذ الدروس والعبر التي تكفل لنا ان نسلح انفسنا ضد اي اخطار، خاصة ان اوضاع منطقة الشرق الأوسط كثيرا ما تشهد توترا في جنباتها، وهذه التوترات تؤثر في جميع دول المنطقة، وتستدعي ان نكون على استعداد لمواجهة اي مفاجآت، فحتى الآن لم يشهد جار الشمال الاستقرار الكامل الذي يبعد اي هواجس امنية قد تأتي من جهته، كما ان الملف النووي الايراني لم يتم التوصل الى حل مناسب له مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية او الدول التي تعارض قيام ايران بإنتاج الطاقة النووية خشية استخدامها كسلاح يهدد المنطقة.
وليس بوارد ان نتجاهل التهديد الاسرائيلي للمنطقة واستمرار الصراع بين الفصائل الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، التي تراوح مكانها دون حل يضمن لإخواننا هناك العيش بأمان والانطلاق نحو بناء دولتهم لتكون دعما للبيت العربي الكبير.
هذه كانت بعض التحديات الخارجية التي تتطلب وعيا وتكاتفا من الجميع للتعامل معها، اما ساحتنا الداخلية فهي الأخرى عامرة بالتحديات، التي تتطلب منا ان نعود الى انفسنا وان نتذكر الماضي القريب خلال محنة الاحتلال البغيض، تلك الفترة التي كانت اقوى اسلحتنا خلالها التكاتف والتعاون والتوحد خلف القيادة السياسية لدولتنا الحبيبة، وبذلك استطعنا ان نكسب تعاطف شعوب العالم مع قضيتنا العادلة وحقنا الشرعي، فكانت المساندة من الدول الشقيقة والحليفة الى ان ازال الله الغمة وعادت الكويت حرة أبية.
ولا شك ان اكبر درس نخرج به من فترة الاحتلال العصيبة هو ان الوحدة والتكاتف والتعاون تمثل الحصن ضد اصعب الازمات.
وعندما نسمع الآن عن بعض مشاكلنا ونتابع المواجهات التي تحدث احيانا بين الكتل السياسية وفئات مختلفة من المجتمع لا اجد سوى محنة الاحتلال لأذكرهم بها ولأؤكد للجميع اننا لن نتقدم ولن نحل مشاكلنا ولن نرتقي ببلدنا الا بالتكاتف والتوحد والتآلف ونسيان اي فوارق بيننا سواء كانت فئوية أو طائفية او قبلية ونتذكر فقط كويتنا الحبيبة، ومستقبل اجيالها المقبلة.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.