فاطمة الناصر
«الشجرة المثمرة دائما ما تقذف بالأحجار»، أتذكر هذا المثل عندما أصطدم بمن يزيف الحقائق ويتجاهل الواقع ويصعد على المسلمات ويصوب سهامه في صدر الآخرين، ليس الا لتحقيق مآرب واغراض شخصية، وهذه المآرب لا تكون الا من شخص يسلم نفسه للآخرين ويعتاش على العطايا المأجورة.
ولا شك أن ما كتبه مراسل «الاندبندنت» روبرت فيسك ضد الكويت في مقالة بعنوان «تركة حرب الخليج تلتهب مع ضغوط الكويت البخيلة على العراق» يجافي الحقيقة ويبخس الكويت حقها، وأقل ما توصف به هذه المقالة أنها عدائية، حيث حملت سطورها وكلماتها صفات وادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة.
ولقد سعدنا كثيرا بالرد الرسمي السريع من الكويت عن طريق نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح الذي اوضح الكثير من الحقائق التي اغفلها فيسك وتعامت عيناه عنها، ولعل ابلغ ما ذكره الشيخ د.محمد الصباح في رده ان الكويت لا تعيش ابدا على امجادها ولن تتوقف عن المحافظة على موقعها العالمي في مساعدة المحتاجين، فهذه حقيقة يدركها كل منصف في العالم اجمع، خاصة ان ايادي الكويت البيضاء ممتدة الى مشارق الارض ومغاربها، ونحن نذكر ذلك ليس رياء لكنها الحقيقة التي لا تقبل التشكيك، وقد اكد وزير الخارجية على نقطة مهمة وهي أن هذه المساعدات تشكل حجر الزاوية في السياسة الخارجية للكويت منذ استقلالها.
اما ما ذكره فيسك عن العراق فإنه دليل قاطع على تورط ذلك الكاتب في محاولة تزييف التاريخ لدوافع دنيئة، فالكويت كانت ولاتزال من اكثر الدول دعما للعراق حتى يعود الى مكانته المرموقة بين الدول ويأخذ دوره الطبيعي في المنطقة، وقد قدمت حكومة وشعب الكويت الكثير من المساعدات للشعب العراقي وحكومته في سبيل تحقيق امن واستقرار جار الشمال، اما التعويضات فهي حق للشعب الكويتي الذي سعى الطاغية صدام إلى تشريده وتفكيك أوصاله، وجعله يعيش أسوأ المحن على وجه الارض بسلب وطنه ومحاولة محوه من الوجود، لذا فإن هذه التعويضات حق للشعب الكويتي نفسه، فضلا عن انها اقرت عن طريق الامم المتحدة.
واذا تطرقنا لقضية الحدود والنفط فسيتضح لنا جليا ان مراسل «الاندبندنت» يدوس بقدميه على الحقيقة، حتى انه لم يقرأ، او لنقل تجاهل التقرير الاخير الذي قدمه امين عام الامم المتحدة بان كي مون الى مجلس الامن والذي اكد فيه ان التأخير في ترسيم الحدود يتحمل سببه العراق والحكومة العراقية، كما ان ما ذكره فيسك في مقاله يعيدنا لأكاذيب صدام ويؤكد انه انطلق من مآرب شخصية تثير الريبة.
لا شك ان الكويت تسير وفق استراتيجية واضحة وتحرص على بناء افضل العلاقات مع جميع الدول، وفي النهاية لا يسعنا الا ان نتذكر قول الله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).
[email protected]