جاءت الي مهرولة وهي تحمل بيدها مجلتها المفضلة والالحاح باد في عينيها أن أقرأ قصة أشارت اليها وهي تقول: أرجوك ماما اقرئيها الآن فهي مؤثرة جدا أرجوك، قرأتها وتركت في داخلي ما لا أستطيع وصفه قبلت ابنتي وحمدت الله أن جعلها مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد»، وهو ما دعاني أن أضعها في زاويتي كي نتعايش معا ولا نغفل عن قضيتنا الكبرى التي طالما تغافل عنها أصحاب المصالح من حكام العرب والمسلمين والتي أوصلتنا الى ما نحن عليه الان من التشتت والضياع، وان كنا غير قادرين على مساندتهم الا بالتألم من أجلهم وتحريك سفن المعونات لكسر الحصار المفروض عليهم وتقديم المساعدات العينية لهم فليكن عسى أن يتقبلها ربنا منا بقبول حسن ويجعلنا ونحن في اجازة عيد الفطر نتعايش مع معاناة هؤلاء الاطفال ونذكر أبناءنا بهم كي تجود أيديهم بجزء مما أغدق عليهم من «العيديات» لاخوانهم أبناء مهبط الانبياء والمرسلين عليهم السلام أترككم مع القصة دون أي تدخل مني:
«ينتظر الاطفال عيد الام ليحملوا لها حبهم وشكرهم وباقات من الورد والازهار لكن في فلسطين للعيد طعم أخر لم تعد الامهات ينتظرنه ولم يعد الاولاد يحضرون الهدايا والازهار، اقرأ كلمات الام لتعرف السبب لن استقبل بطاقات عيد الام التي كنتم تصنعونها بأيديكم ولا الزهور المعطرة بأنفاسكم الزكية أصبحت أحمل لكل واحد منكم زهرة أضعها على ضريحه، لم يبق لي سوى صوركم تملأ جدران المنزل وذكرى لاخر كلمات نطقت بها يا أسامه قبل أن تخرج الى المدرسة، لقد قلت لي: «أمي لقد حفظت الاملاء غيبا، واليوم سآتي بدرجة عشرة على عشرة» وغادرت المنزل، وأنا لم أعلم أن هذه آخر مرة كنت سأراك فيها لم يسمحوا لي أن أراكم يا أولادي بعد استشهادكم، قالوا لي ان أجسادكم الصغيرة مشوهة كنت أريد أن أضمكم الى صدري عسى أن تهدأ نار قلبي المستعرة أسامة وشقيقيه أحمد ورامي في العاشرة والثامنة والسادسة من العمر اغتالهم جيش الاحتلال الاسرائيلي وهم في طريقهم الى المدرسة، أعلن جيش الاحتلال فيما بعد أن جنوده فتحوا النار على الاطفال وقال انهم كانوا يحملون في حقائبهم عبوات مفخخة!
اضاءة: ورد عن علي رضي الله عنه «ليس العيد لمن لبس الجديد انما العيد من امن الوعيد»
تقبل الله أعمالكم ومن العايدين.
[email protected]