أول دولة خليجية سعت إلى تطبيق قانون الأولوية للمواطن في التوظيف هي سلطنة عمان وكان ذلك قبل نحو 20 عاما وتحديدا في عام 1991 وسمي «تعمين الوظائف»، وخطت عمان خطوات حثيثة في سبيل ذلك بإنشاء إدارات تتولى متابعة سير العملية حسب خطة قيل عنها انها مدروسة وكان الهدف من ذلك تعمين القطاع الخاص فقط وذلك باستبدال المواطن العماني بالوافد الآسيوي الذي يتقاضى بين 100 ريال عماني إلى 150 في وظائف متدنية من حيث الدخل كبائع في محل الخضار أو عامل في محطة البنزين في أحسن الأحوال وظلت الوظائف الإشرافية سواء في القطاع الخاص أو ـ العام الذي لم يشمله التعمين ـ يحتلها الوافد الآسيوي أو العربي بما يحمله من شهادة ـ الله أعلم بمصدرها تصادق عليها سفارته وتقبل بها بلداننا دون أي نقاش ـ ومع انطلاقة الثورات الشبابية في الوطن العربي أثبتت التجربة العمانية فشلها وكانت أهم مطالب المتظاهرين والمعتصمين العمانيين توظيف المواطن العماني بوظائف إشرافية ورفع الأجور في القطاع الخاص والقضاء على البطالة في أوساط الشباب بإلحاقهم بالتعليم العالي والالتفات إلى المتعلمين منهم والحاصلين على الشهادات العليا دون محاصصة.
حقيقة أحببت الإشارة إلى تجربة دولة خليجية انطلاقا من أن خليجنا واحد لنستفيد منها كي لا نقع في ذات المطب ويتحول مشروع «تكويت الوظائف» في القطاع الخاص إلى مجرد شعارات وحملات إعلانية تمتلئ من خلالها جعبة الشركات بأموال الدولة، فالمواطن في القطاع الخاص هو خريج جامعي أو حاصل على دبلوم يعمل بكل جد كي يخدم وطنه ويكون نفسه إلا أن الوظائف الإشرافية لا ينالها لماذا؟ لأن غالبية الشركات مديروها التنفيذيون ليسوا بمواطنين لذا القطاع الخاص يتحول إلى «لوبيات» حسب جنسية مدير الشركة، وليس ما أقوله إجحافا بحق أحد بل انطلاقا من أن كل مواطن له الأولوية في وطنه على الوافد، وهذا ما يتبع في جميع دول العالم ابتداء من أميركا وانتهاء بمواطني جزر الواق واق!
على حكومتنا التي لا تستقر أكثر من ستة أشهر أن تلتفت إلى ذلك بوضع المزيد من الضوابط على الشركات في تحديد شروط المناصب الإشرافية كأن يكون المدير التنفيذي كويتيا حاصلا على شهادة في تخصص تشترطه الشركة حينها نكون قد أعطينا للمواطن الأولوية في وطنه.
٭ إضاءة: يا مديري المناطق التعليمية في وزارة التربية إن شريان الوزارة يتدفق بدمائكم وفي اعتقادي أن دماءكم قد فسدت وهي غير قادرة على إدارة العملية التعليمية فانسحبوا رجاء بهدوء واعطوا الفرصة للدماء الجديدة لعلها تكون أنقى بالعلوم التي حصلوا عليها في الألفية الثانية.
twitter: @fatima_shaaban