بعيدا عن أجواء التوتر التي عاشتها البلاد في الفترة الماضية وعن السياسة التي صالت وجالت في المجتمع الكويتي-المترابط منذ الأزل- لتحوله إلى مجتمع فئوي وطائفي وبعيدا عن الكادر الذي لم يتبق أحد من المطالبين به إلا علا صوته طالبا المساواة مع الآخر!
وبعيدا عن أجواء الشحن والغمز واللمز، وقريبا من أحضان العلم والعلماء والمخترعين نتوجه إلى كل من يريد لهذا البلد ولسائر بلاد العالم خيرا، دعوا كل ذلك جانبا والتفتوا إلى أبنائكم لتروا كيف أبدعت عقولهم وحازت المراكز المتقدمة في اختراعات كان لهم السبق فيها، فمن معرض مشاريع التخرج لطلبة كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الذي أبدع فيه أبناؤنا الطلبة الخريجون باختراعات متميزة تنتظر من يتبناها من المستثمرين إلى المعرض الدولي للاختراعات الذي نظمه النادي العلمي بالتعاون مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع.
توجهت وتجولت بين أروقة العلوم المختلفة توقفت وتأملت وأنا أتنقل بين أجنحة الدول المشاركة التي بلغت 35 دولة من مختلف دول العالم بعدد 150 مخترعا و170 اختراعا جمع بين مختلف العلوم فمن اختراع في مجال التبادل الحراري الجوفي كطاقة بديلة للتدفئة والتبريد باستخدام ضخ المياه الآلي دون استخدام الكهرباء لمخترع من الكويت إلى اختراع في المجال الطبي والمختبرات الطبية والذي هو عبارة عن جهاز يمكنه تحليل حوالي 720 عينة في الساعة الواحدة بدقة متناهية وبدون أحداث أي تلوث كيميائي لمخترع شاب من سلطنة عمان، إلى اختراع في مجال العلاج الطبيعي وهو مخدة علاجية لآلام أسفل الظهر لمخترع من السعودية إلى اختراع في مجال الحاسة التكنولوجية لشباب لم يتجاوزوا 17 عاما من لبنان كل مخترع نتشرف بالوقوف إلى جانبه وهو يشرح لنا اختراعه وتجربته التي قد تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر قضاها بين أحضان البحث العلمي والتجربة العلمية بكل حماس ودقة وحب للعلم ليجني ثمار جهده، وذلك ما نطمح إليه فإذا حرصت أوطاننا على توفير المراكز والمختبرات لاحتضان المفكرين والباحثين فإننا يقينا سنتبوأ أعلى المراتب في العالم فعقول أبنائنا لا تقل عن عقول أبناء الغرب كل ما هناك أن تلك البلدان تحرص على توفير الأجواء العلمية وتتبنى الموهوب منذ الصغر ليكون مشروع مخترع أو باحث وهذا ما كنا نفتقر إليه!
أما الآن فإن النادي العلمي قد تبنى ذلك وخصص قسما أطلق عليه علماء المستقبل حيث يتعلم من خلاله الطفل عبر ورش علمية تحت إشراف أكاديميين في مختلف العلوم، كما يتلقى فيها الطفل كل الدعم والتشجيع لما يحمله من أفكار لتتحول مستقبلا إلى اختراع تستفيد منه البشرية، أتمنى من أولياء الأمور أن يتوجهوا بأبنائهم نحو النادي العلمي الذي سيأخذ بأيديهم عوضا عن التنقل بين المجمعات التجارية والمقاهي ليكونوا علماء المستقبل.
twitter: @fatima_shaaban