رأيت اختلاف وتنوع الكثير من الشخصيات التي أثارت فكري وحيرتي ودهشتي في الوقت ذاته، ووجدت نفسي انجرفت وراء العديد من التساؤلات التي فرضت نفسها وألحت على عقلي بالبحث والاجابة عن أسباب اختلاف هذه الشخصيات، وهل هذه طبيعتها التي خلقت عليها أم تغيرت بمرور الوقت؟ البعض منها تستطيع أن تفهم تركيبته وتدرك أسباب اختلافه بسهولة، والبعض الآخر شخصيته وحياته وأفعاله تثير حيرتك واندهاشك.
من هذه الشخصيات:
شخصية كان سمتها التدين الحق والخلق الرفيع والحياء والغيرة على الدين والعرض عاشرتها لبضع سنوات كانت بمنزلة مثل أعلى، وفجأة ودون أي مقدمات تبدلت كل هذه الصفات الى العكس، وأصبح هذا الشخص يفعل كل ما كان يبغضه وينكره على الآخرين!! لا أعلم كيف حدث هذا! وبأي منطق، وما الأسباب والدوافع التي تحول انسان الى شخص آخر بهذه الطريقة السريعة الغامضة غير المفهومة؟!
تساءلت هل هذا الشخص خير ولكنه افتتن ولم يستشعر ذلك، أم هو منافق أخذ الدين كقناع لأغراض دنيوية ؟!
وشخص آخر كان متزوجا من امرأة جميلة مطيعة وصغيرة بالسن، وكانت تعمل وهي ومالها له وكان له منها طفلان واذ فجأة يضربها ضربا مبرحا ويصورها وهو يضربها شبه عارية ويسبها بشكل غير لائق يتنافى مع الدين والأخلاق والرجولة ويرسل هذا الفيديو الى أهلها وأصدقائها !.
تساءلت كيف يفعل رجل ذلك مهما كان السبب أو الخطأ الذي ارتكبته زوجته ؟! كيف يتخلى عن مبادئه وينسى رجولته ودينه وخلقه في فعل كهذا في لحظة غضب ؟!
هل هو مريض نفسي، أم عقليا غير سوي، أم يجهل الثقافة الدينية والخلقية، وبالتالي جهل معنى القوامة والرجولة والمنطق ؟!
وشخص آخر تربى على الخلق والاحترام والحياء وبر الوالدين ولكن في الوقت نفسه تربى دون شخصية تختار وتقرر وتحدد المصير، أبواه هما من يتحكمان في حياته دون أي احترام وتقدير لإرادته وحق ذاته المهمشة التي حرمت حتى من اختيار شريك الحياة ! والآن شارف على دخول العقد الثالث من عمره وهو (محلك سر) لم يحقق أي شيء على الرغم من أنه يعمل بوظيفة محترمة في دولة غير دولته، وهو وماله لأبيه.
أتساءل لماذا هذه الشخصية متهاونة في حق نفسها الى هذا الحد ؟! وماذا سيترتب على هذه السلبية، وهل فعلا سببها بر الوالدين أم أنه أضعف من أن يواجه نفسه ويدرك مشكلته ويعالجها؟!.
وهناك شخصية أخرى أعطاها الله نعما كثيرة ولم تحرم من شيء، وفي وظيفتها أخذت وضعا لا بأس به أسرع من باقي زملائها، ومع ذلك تؤذي زملاءها طمعا في «علاوة»!
وشخصية أخرى شهد لها بالجمال والطيبة وحب الخير للآخرين..الى آخره، ومع ذلك لم يتقدم لخطبتها إلا من كان في قلبه مرض! أتساءل لماذا لا ينجذب نحوها الا مرضى القلوب والعقول؟ هل السبب قلة الرجال الأخيار أم حظها العاثر أم نقول النصيب أم ماذا ؟!
وأخيرا، هل هذه الشخصيات والكثير من هو أغرب منها بصفاتها سواء حسنة أو سيئة، والتغير الذي يطرأ عليها بين ليلة وضحاها هو في أساس تكوينها..فقط تنتظر الفرصة والوقت المناسب كي تظهر السوء الذي بداخلها، أم هذا التبدل المفاجئ يحدث نتيجة التغيرات البيئية ومشاكل الحياة التي نمر بها ؟!
هل الحداثة والتطور والثقافة الدخيلة على مجتمعنا العربي والاسلامي هي السبب؟ أم هم ضحية أسلوب تربية افتقر الى أسس وقواعد بناء الشخصية السليمة المتزنة من قبل الأسرة؟
هل هم ضحايا يحتاجون إلى شفقة أم هم جناة وجب عقابهم؟!
[email protected]