حب الوطن من الغرائز التي تنبع عادة بطريقة غير إرادية من ذواتنا، فهو القداسة وهو المبدأ الذي لا يساوم عليه، وهو القضية التي يجرم دونها المواطن بإحدى الخطايا السبع عن سابق إصرار وترصد.
يقول الشاعر أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وحبنا لوطننا الغالي الكويت ما هو إلا شعور فطري غريزي بحت نشأ معنا منذ نعومة أظفارنا، حب لا يستوعبه أولئك الجاحدون معدومو الدين والأخلاق والمروءة والأمانة ومعدومو الضمير الذين ناصبوه العداء وخانوه جهارا نهارا.
الوطن هو العرض والشرف وخائنه ما هو إلا إنسان رخيص باع شرفه وكرامته للوصول إلى أهداف وغايات معينة يسعى إليها، كأولئك الذين رضوا على أنفسهم أن يكونوا أداة في أيدي الخارج لاستخدامهم ضد الكويت وضد شعبها الذي باعه هؤلاء بأبخس الأثمان، والذين كان وضوح خيانتهم يفوق وضوح شمس يوليو.
إن هؤلاء يحاولون جاهدين إعادة رسم ذلك المسار القديم لمصطلح إرهاب الثمانينيات ولتلك المؤامرات التي تهدف إلى سفك الدماء وإشعال لهيب الذعر والتوتر داخل بلدنا الحبيب الكويت، كل ذلك في الوقت الذي فيه الوطن أحوج ما يكون إلى أن يحذو الجميع حذو رجالنا الشرفاء الذين افتدوا الكويت بأرواحهم، وسجلوا أسماءهم في رأس قائمة التضحيات.
وإلى هؤلاء أقول: هل باتت الكويت العظيمة المعطاءة رخيصة عندكم إلى هذا الحد؟! أم أنتم بهذا الرخص، خلقتم بلا ضمير؟!
تكالبتم على هذه الأرض الطيبة التي احتوتكم ومنحت لكم العيش الكريم، أكلتم الجلد والشحم واللحم، وامتلأت كروشكم من خيراتها، وملأتم جيوبكم من أموالها، وركبتم واقتنيتم السيارات الفارهة من خيرها، لتجدكم في المقابل متربصين بها، منتظرين فرصة تمكنكم منها، راغبين في أن ينال الشر منها!
لكن هيهات! فالكويت لها رب يحميها من تجاوزاتكم ومخططاتكم المفضوحة، وسيردكم الله حاملين أذيال الخزي والعار لا محالة، وستبقى محفوظة بسواعد أبنائها الشرفاء المخلصين الذين سيطهرونها من كل خائن متخاذل باع وطنه، اعتزازا بآبائهم واقتداء بأجدادهم الذين تحدوا الصعاب لأجلها، والذين لونت الصحراء أجسادهم بسمرتها، وكوت بقيظها القائظ وشمسها الحارة جلودهم.
وابقوا أنتم كالجرذان هاربين مع جحافلكم التخريبية.
وكما قال الشاعر السعودي خالد الفيصل:
كل يعود لأصل جده ومرباه
راعي الشرف يشرف والأنذال يهبون