نحن لسنا ضد المرأة غير المحجبة، كي لا يقال بأننا تمسكنا فقط بالقشور «كالحجاب» كما يراه البعض، وابتعدنا ابتعادا كليا عن جوهر الدين والألباب، لأننا على يقين تام، بأن الدين لا ينحصر في الحجاب ولا في اللباس فقط.
لكن، هذا لن يكون حجة لك ايضا «لخلعه» يعني (يا ظلمه يا سرايين)؟! فلقد أصبحت ظاهرة (خلع الحجاب) في مجتمعنا بازدياد كبير وبصورة مستفزة، (انشهرت فصخت حجابها، تطلقت فصخت حجابها، سوت تكميم ضعفت فصخت حجابها، صارت «Chef» في عالم الطبخ والمأكولات هم فصخت حجابها)!
نعم قد لا يكون هو مقياسا لأخلاقياتك، لكن لطالما ارتديتيه لسنين طوال، فما المغزى من خلعه الآن؟ تيقني بأن تكوني بلا حجاب، فهذا أفضل بكثير من أن ترتديه لفترة من الزمن ثم تخلعينه، لتكشفي عن جلباب حيائك، ويستصغرك كل من يراك، بخلاف ان عقاب المرأة لخلع حجابها بعدما ارتدته أشد عند الله واعظم ممن لم ترتده أصلا.
ارتقن بعباءة ثقب عمركن ولو قليلا، واخجلوا من تصرفاتكن واتخاذ قراراتكن، كي تضيفن رونقا خاصا لأنفسكن، رونقا بعيدا كل البعد عن جهلكن وتغابيكن، لن يفهمه إلا من يتقن لغته.
نعم ان لكل إنسانا الحرية الشخصية لكن، هل يعقل بأن الحرية الشخصية أصبحت كالحرب الشعواء، نستخدمها لبواعث على انتشار «المسخرة» والرجوع إلى الوراء، أم يرجع السبب في ذلك الى عدم ثقتكن وقناعتكن بأنفسكن؟ ام بسبب تعطشكن للشهرة؟ أم بسبب ممارستكن في البحث عن شريك حياة اسطوري الهمة والوسامة، يأتيكن على حصان دلماسي الفريد من نوعه، لتتقاسما معه الهبل وتقديس ثقافة الجهل؟ ألهذا الحد (لعب بحسبتكم) المجال السوشلي الجماهيري الشعبوي؟ فبتزايدكن الصادم، اشعرتمونا وكأن حجابكن كان رمزا لبؤسكن فارضا لقيودكن.
فما نراه الآن ما هو إلا دليل واضح على سذاجتكن واختياراتكن العشوائية، وتأكدي وإن فتحت لك أبواب كثيرة الآن، إلا انك ستبقين بقيمة «الأحذية» في نظر الأغلبية التي يخلعها أصحابها عند عتبات الابواب ولو بعد حين.
فالتوافه الدنيوية والعقل ضدان يحاول كلا منهما ان يتربع على عرش عقولنا، فلا بد أن نعرف قيمة التجرد وعدم الميل، كي لا نخرج عن الملة إلى الاعوجاج عن الخط المعقول، منصبين تجاه ذلك النفور والغموض المخجل وغير المفهوم على الإطلاق.