جميعنا نعلم أن لأولياء الأمور دورا أساسيا مهما في تربية وتنشئة وتوجيه أبنائهم الطلبة، على كيفية احترام وتقدير المعلم، والاعتراف بفضله، وكيفية التوقير والتعظيم والمهابة والحياء منه.
دور أساسي قد لا يقل أهمية عن دور المدرسة أيضا، في مدى تأثيرها على أبنائنا، فهي بمنزلة المنزل الثاني لهم، غير محصورة في التعليم وحشو الأذهان فحسب، بل إن يتعدى دورها إلى اكثر من ذلك.
لكن، في وقتنا الحالي نلاحظ مع الأسف، أن أغلب أعضاء هيئة التدريس سواء من (معلمين او معلمات)، يفتقدون لأبسط أسس التعامل مع طلبتهم، مستخدمين مهاراتهم التوافقية مع ضغوطهم النفسية، وبازدياد كبير وبشكل ملحوظ، وصار الشتم والإهانة والتعنيف ماركة مسجلة لديهم، يستخدمونها دون أدنى مراعاة تجاه الأمانة التي وضعت بين ايديهم.
المدرسة هي مؤسسة اجتماعية وتربوية، يفترض من أفرادها ان يلعبوا فيها دور الميسرين والموجهين، لا أن يكونوا متحجرين، متبعين التعسر، واسلوب التعنت والتجبر.
وبهذا الصدد، وددت ان أوجه رسالة شكر وتقدير وثناء، إلى المعلم والمربي الفاضل أ.طالب بهبهاني لمادة الرياضيات، في مدرسة ملا حسن الكندري بنين، والذي قلما نجد مثله، فهو من نخبة المعلمين المثاليين الأكفاء، والذين صاروا يعدون على الأصابع.
معلما محبا لطلابه، مخلصا في تعليمه لهم، متفهما، متفانيا، واثقا من قدرته وبراعته معهم، يسعى باذﻻ أقصى ما عنده، لتعزيز واستنارة علاقته بهم.
معلما لا أجد كلمات تفيه حقه وقدره، او كلمات تلخص عطاءه المثمر وتفانيه، نفخر جدا به، ونفخر بكل من يحذو حذوه، ونفخر بأبنائنا الذين تتلمذوا على يده.
أ.طالب بهبهاني، لقد تركت برقيك أثرا جميلا في نفوسهم، وبسمو روحك، وبما تصبو إلى تحقيقه من غاية سامية، أنشأت تلازما وثيقا بين القيم الأخلاقية، ومبادئ التعليم المتمايز داخل فصلهم، خالقا جوا من اللطافة والبشاشة، كاسرا لروتينهم، طاردا لمللهم، بخلاف تشجيعك الدائم لهم، لتحفزهم وتشعرهم بقيمتهم.
فقد اعتدت دائما، عند عودة ابني (علي) من المدرسة، بألا يخلو حديثه عنك، من شدة حبه وإعجابه بكريم شخصك، أصبحت بمنزلة الأب، والأخ والصديق لهم، وبسخي لطفك جعلت حبك متوشجا في أعماق قلوبهم.
يقول الشاعر يوسف أحمد:
ورحت تبني منارات العلا شهبا
وتوقد الحلم آمالا وأفراحا
حملت هم بناء الجيل متخذا
من درب احمد للأمجاد مفتاحا
تحليت بالضمير المهني الحي، تحليت بالصبر وسعة الصدر، تميزت بالموضوعية والعدل
وابتعدت عن الانحياز، وأصبحت خير قدوة رائعة لطلابك، قدوة ترجمت من خلالها منهجية الدراسة بدقة كبيرة، بعلاقة ودية جديرة.
مستشعرا بإفاضة تلك الأمانة التي استرعاها الله عز وجل عليك، فأديتها على الوجه الصحيح، وكنت معهم نقي السريرة، عفيف المنطق، حازما في غير عنف، لينا في غير ضعف، عاملتهم باتزان، مراعيا تفاوت العقليات واختلاف الطبائع والأفهام.
شكرا من الأعماق لك.