اقر مجلس الأمة خلال دور الانعقاد الماضي قانون خطة التنمية بمبلغ عملاق لا يمكن لاحدنا ان يقوم بعده ولو استغرق الامر منه 3 سنوات ونصف السنة وهي الفترة المتبقية لتنفيذ الخطة، المهم ليست القضية ضخامة المبلغ بقدر ما هي قضية ما وراء خطة التنمية التي تذكرني بمسرحية «فرحة أمة» في ثمانينيات القرن المنصرم، وأدعو من لم يشاهد هذه المسرحية إلى أن يشتريها من أقرب محل ويستمتع بالكوميديا التي هي أقرب بشكل كبير لكوميديا خطة التنمية الحالية التي سمعنا بقرقعة فناجيلها ومازلنا ننتظر احتساء قهوتها وما أظننا بشاربين منها الا هواء الطواحين!
أنا شخصيا لم أقرأ مشروع خطة التنمية لسبب وجيه لأنني أعتقد أن ما كتب فيه نوع من المثالية في جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا وكلاما لو وضع على الحجر لأنطقه ولو لمس الماء لجمده لذلك ارتأيت ألا أزعج نفسي وأتعبها وأقلقها حتى أصل لانتفاخ في المعدة بسبب فرقعات القولون الذي يتأثر طرديا حين تنفقع كبدي من سياسة حكومتنا الرشيدة أدام الله لها مستشاريها الذين أعدوا لها خطة التنمية!
في الحقيقة أنا لست متشائما أو سلبيا من كون أننا اصبح لدينا خطة تنمية لم توجد مثلها في البلاد منذ عقود لكني يائس من الحكومة يأسا كبيرا جعلني أشعر بأن الحكومة غير قادرة على شيء سوى المداحرة والرد على النواب في الصحف والقنوات وربط العصائص بين التيارات، ولديها قدرة هائلة على شراء الأقلام خصوصا أقلام «بيك» الشهيرة وهي أقلام معروف عنها لونها الأزرق الغامق الذي يكتب في كل مكان، فتجد هذا القلم مثلا يكتب في ورق أبيض ناصع ونفس القلم تجده يرسم قلب حب على ممرات المغاسل في المدارس ونفس القلم تجده يكتب قرارا وزاريا والحكومة بارك الله فيها استطاعت بشكل كبير أن تشتري كل هذه الأقلام لتوظفها للترويج لما تريد وبحسب توقيتها الذي تراه.
خطة التنمية وان كان عرابها رجلا نحبه ونقدره لكن الموضوع ليس فقط بوجود شخصية لها كاريزما تستطيع أن تجعل من البحر مسلكا ومن البر مرتعا لا، إنما الموضوع يحتاج لنية صادقة ولإدارة فاعلة ولإرادة حقيقية في خدمة الناس وتطوير الوطن وليس بتوزيع الصفقات على هذا القريب وذاك الحبيب ولا ننسى بالطبع النائب التائب للحكومة أو نقول التابع حتى لا نقول عنه ما ليس فيه، ثم أريد أن أسأل عن خطة التنمية المليارية هذه ما هو فريق العمل الذي سينجزها أو سيتابعها؟ هل هو نفس فريق عمل مشروع نفط الشمال؟
على كل حال سأنشر نوعا من التفاؤل وأقول كما قال الشاعر «وقد تبدي لك الأيام ما كنت جاهله» فلعل الحكومة تبدي لنا أمرا نجهله عنها وننهض في صباح يوم قائظ لنجد المستشفيات عمرت والجامعات شيدت والواسطات قيدت والقوانين طبقت فنكون بذلك فرحين وبالحكومة مشيدين وبخطة التنمية مطبلين وبالمعارضة كافرين آمين يا رب العالمين.
[email protected]