مشكلتنا في الكويت أن يتحدث من لا يفهم فيما لا يعرف ولدينا بفضل الله بعض الخبراء الاقتصاديين الذين لا يظهرون إلا في الإعلام وقت الأزمات للتحدث عن آرائهم في حل الأزمة العالمية وهم أنفسهم غير قادرين على إدارة بقالة بمنطقة جليب الشيوخ، وكذلك لدينا صانعو استراتيجيات عسكرية وباحثون في مكافحة الإرهاب قادرون على التحدث بطلاقة عن خطر ايران الناعم في المنطقة وكيفية ردع هذا النفوذ، ولو سألت أحدهم بشكل مباشر كم وزيرا في إيران أو كم دبابة لديها لتبلعم واحمر وجهه وتمنى أن تبتلعه الأرض.
هذه الأيام يريد أحد الكتاب الجدد على الساحة أن يسطر مقالات إستراتيجية في العلاقات الدولية التي يجب أن تسير عليها الكويت وهو بالطبع يوجه هذا الدرس لوزير الخارجية ذاته الذي بحسب رأيه وبفهمه غير مدرك للعداء القطري للكويت المتنامي ـ كما زعم في مقاله ـ وقد ساق في المقال أحداثا مضحكة وقياسات فارغة لا تصلح لعمل مقارنة حتى بين الشوربة والتشريب، والمريب في الأمر أن مقاله الذي لا رأس له ولا قدمان بل ولا لسان له ولا شفتان قد نال بالفعل وجرح بالعمق التاريخي للعلاقات الكويتية ـ القطرية، ونحن نعلم ان مواقف دولة قطر معنا لا تختزل في الغزو وحسب، إنما لقطر مواقف أخوية راسخة كثيرة خصوصا في المجالات الفنية والسياسية التي تكون عادة في المحافل الدولية سواء داخل الأمم المتحدة أو الجمعية العامة أو بمنظمة التجارة العالمية والتي كانت قطر تتبنى وجهة النظر الكويتية تماما وان كان هناك بعض الأزمات فهذا في سياق المصالح التي قد تتضارب أحيانا لكن بالمجمل فإن قطر صوت الكويت في المحافل الدولة ولا شك في ذلك.
أن يكون مقالي هذا دفاعا عن قطر فلو فعلت فإنه سيكون أمراً سخيفاً وفي غير محله ذلك لأن العلاقات الكويتية ـ القطرية أسمى وأقوى وأرقى من مقال لكاتب يحاول أن يقويها أو يضعفها وهي كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها في كل حين، غير أني فقط وددت أن أجعل هذا المقال كومضة وتذكير لمن تهمه الذكرى بأن دول الخليج جسم واحد وبنيان مرصوص يجب علينا جميعا أن نقف في وجه أي متطفل أو جاهل يحاول تشويه هذه العلاقة أو يدلس بأخبار كاذبة ويربطها بحكايات سمجة ويصطاد في الماء العكر، فعاشت قطر وعاش الشيخ حمد.
[email protected]