فايز النشوان
بعد السباق الماراثوني الذي يتسابق فيه نواب الأمة «ويا لها من أمة» لاستجواب سمو رئيس الوزراء تكون اتضحت لنا الصورة وانقشعت عنا الضبابية لرؤية المستوى الضحل الذي تمر به البلاد بسبب ما يحدث في ساحتها السياسية الكارثية.
على كل حال لا أجد وصف الحال التسابقي من النواب المتمثل بالتسارع بمن ينهض باكرا لكي يقدم استجوابه لرئيس الوزراء قبل غيره إلا بالكارثة التي أحاطت بالبلاد والعباد، فنحن لا ننكر على أي نائب حقه الأصيل في تقديم استجواب لأي وزير أو لرئيس الوزراء، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل سيكون هذا الاستجواب ذا قيمة مضافة للشعب والأمة؟ أم سيكون فقط للبهرجة الإعلامية والضجة الصاخبة التي يريد مقدمو الاستجوابات المتلاحقة المتماثلة كسبها على ظهر استجوابهم؟ هل انتهى الحال بنا أن يكون محور حياتنا استجوابا يلد استجوابا، وتقف الأمة تنظر إلى نوابها وهم لا همّ لهم إلا التسابق في استجواب هرم السلطة التنفيذية بالدولة؟
إني أشبه حالنا في الكويت في ظل ما لدينا من مكتسبات دستورية وهيئات ومؤسسات وقانون وعدالة وحكم ديموقراطي وحرية في الرأي وقدرة على التعبير كمن لديه جهاز موبايل حديث ومتطور للغاية يستطيع المرء من خلاله أن يشتبك بالأقمار الصناعية ويحدد عن طريقه كيف هي أجواء ألاسكا ودرجة حرارة أعلى قمة في ايفرست وأين يكون منزل الاسكندر الأكبر وما هي تراتبية الحكم في بريطانيا، إلا إن مالك هذا الموبايل لا يفهم ما لديه من تقنية عالية ولا يستخدمه الا في الاتصال والرد على الاتصال، ولكنه يعرف بعض الأمور الخبيثة في استقبال بعض الصور والڤيديو التي ليس لها نفع، إنما لها ضرر أكيد مؤكد، ويبدو أن هذا الموبايل سينقطع عن الخدمة قريبا.