الأطفال أصبحوا سلعة تباع وتشترى، هذه حقيقة لا مجال لانكارها!!
وخلافا لكل المواثيق الدولية أصبحوا يستغلون في الحروب وفي عمليات تفجير تقوم بها عصابات داعش الإرهابية.
ماذا عن الأطفال في الكويت بلد الإنسانية والوفرة والرخاء هل يتم استغلالهم بطريقة سيئة؟!
المنطق ينفي ويقول: لا، ولكن الواقع يؤكد ويشير الى عكس ذلك كليا، وإلا ما التفسير لانتشار ظاهرة تأجير الأطفال في رمضان لمتسولات يتنقلن من منزل الى آخر وفي أجواء قاسية جدا على الكبار فما بالكم بالصغار؟! وما التفسير لتفشي ظاهرة انتشار أطفال يجلسون تحت أشعة الشمس الحارقة لبيع الرقي والفاكهة؟!
حسنا فعلت وزارة الداخلية بملاحقة ظاهرة بيع المواد الغذائية والخضراوات في الأسواق العشوائية حيث بذلت جهودا مضنية للحد من تلك الأسواق من خلال حملات دهم أمنية يتم خلالها ضبط الباعة الجائلين وإبعادهم عن البلاد باعتبارهم عمالة سائبة.
ظاهرة استغلال الأطفال في التسول وفي بيع المنتجات على التقاطعات الضوئية وأيضا في مناطق السكن الخاص حلها من وجهة نظري لا يجب ان يكون أمنيا فقط، صحيح ان وزارة الداخلية مطالبة بتوقيف هؤلاء الأطفال والتحقيق مع آبائهم وإبعادهم وأسرهم باعتبارهم كفلاءهم، فإذا كان العائل غير قادر على التكفل باحتياجات أسرته فمن الأولى ان يغادر الى بلده.
وهناك حالات يكون التدخل الأمني فيها غير مناسب خاصة بالنسبة لأطفال كويتيين وأطفال من غير محددي الجنسية، وربما يندهش بعض القراء مما أكتب ويتساءل: هل من بين هؤلاء الأطفال الذين يبيعون في الإشارات كويتيون؟!
أقول نعم، وهذه هي التي الحقيقة أغفلناها وغفلنا عنها، فهناك آباء في السجون وأبناؤهم المراهقون يضطرون الى ممارسة هذا النوع من الاعمال للوفاء بالتزامات أسرهم وسط عدم متابعة من الجهات المعنية كوزارة الشؤون أو اللجان الخيرية.
أما بالنسبة لاستغلال الأطفال من قبل البدون فإنني أرى ان الحل الأمني والذي يتم خلاله إحالة الأطفال الى المخافر وتهديدهم بالحبس وأخذ تعهدات على آبائهم فهو غير مناسب كليا، وأعتقد ان المطلوب هنا ان يتكاتف المجتمع في البحث عن الأسباب التي وراء انتشار هذه الظاهرة، التي أرى ان البعض منها أسبابه مادية قاهرة هي من تدفع بهؤلاء الأطفال الى التواجد في الطرقات لبيع خضراوات وما شابه، وإزالة الأسباب تنهي القضية، فالكويت بلد خير وشعبها معروف عنه العطاء ومثل هذه الظاهرة تؤثر سلبا على سمعة الكويت في المحافل الدولية.
البقاء لعشر دقائق متواصلة تحت درجات حرارة تتجاوز الـ 6٠ قد يودي بحياة إنسان بالغ فما بالكم بالأطفال؟ علينا جميعا وقف مهانة واستغلال الطفولة.
[email protected]