يكفينا فخرا واعتزازا يا أهل الكويت ما نحن فيه من ترابط وتقارب وما حبانا المولى عز وجل من نعمة الإخاء، فقد شهدنا بمناطق الكويت خلال شهر رمضان المبارك الاستقبالات بالدواوين العامرة والتي جمعت أهل الكويت والمقيمين بها بمناسبة التبريكات بحلول الشهر الفضيل وهذا ليس بغريب على المجتمع الكويتي الذي اعتاد على مثل هذه المناسبات، ليس فقط بشهر رمضان المبارك بل بالأعياد أيضا، وهذه عادة حميدة مارسها الآباء والأجداد منذ سنين طويلة، وينتهجها حكام البلاد في تواصلهم بين الحاكم والمحكوم بهذه الزيارات منذ بداية حلول الشهر الكريم أعاده المولى عز وجل على الجميع باليمن والبركات.
كما لا تفوتني ايضا الفزعات الكويتية الاصيلة التي لمسناها خلال الايام الماضية وهي ليست بسهلة بأن تفزع الكويت قاطبة لأجل ابنها المفقود سعود فيصل المسلم، حيث شهدنا البحث عن المواطن المفقود سعود الذي غاص بالبحر ولم يخرج اول ايام شهر رمضان، فقد استنفرت الأجهزة الرسمية للدولة بكل معداتها وآلياتها من القوات البحرية وخفر السواحل والإنقاذ البحري والموانئ ومعدات النفط بالإضافة الى هذه الفزعة الكويتية من المواطنين الذين جالوا البحر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا تساندهم هذه القوات التي انتشرت بالمياه الإقليمية الكويتية، كما فزعت المملكة العربية السعودية لهذا المصاب الجلل في البحث عن المواطن الكويتي سعود المسلم، والحمد لله اثمرت هذه الجهود العثور على الفقيد سعود المسلم من قبل القوة البحرية والقوة المشاركة من القطاعين الحكومي والأهلي. رحمة الله على الفقيد.
ويشهد الله عز وجل أن هذه الفزعات الكويتية والخليجية أعادتنا الى ذكريات الغزو الغاشم على الكويت في عام 1990 عندما فزع اهل الكويت لحماية وطنهم من هذا الاحتلال البغيض في ذلك الوقت، كما فزعت دول الخليج وبعض الدول العربية لهذه الكارثة، ونقول طوبى لكم يا أهل الكويت، يا أهل المروءة والشهامة أهل العزة والكبرياء والشموخ، فإن جميع أطياف هذا الوطن هم أسرة واحدة عند الملمات مترابطين بالسراء والضراء، ملتفين حول قائدهم صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، عندما تستدعي الأمور تجد أن أبناء الكويت يدا واحدة لا فرق بينهم مدافعين عن أرضهم وتراب وطنهم، دام عزك يا وطن ودام أهلك بالعزة والاعتزاز.
[email protected]