يشهد الكثير من أبناء الشعوب العربية والأجنبية قبل الكويتيين أنفسهم بأن الكويت لها من الأيادي البيضاء ما لها في كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، سواء داخلها أو خارجها، وهذا أمر ملموس ومشاهد، فإن اسم الكويت يتنادى به من مشرق الأرض إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها، بكل خير وحب وعطاء.
وأما أهل الكويت الذي بنوا وأسسوا أسوار هذه الأرض الطيبة فقد سبقوا غيرهم في الكثير من الأمور، وصنعوا في حياتهم ما لم يصنعه غيرهم، على الرغم من قلة إمكانياتهم، وشظف عيشهم، وطبيعة طقسهم، فقد خاضوا الصحراء القاحلة، وركبوا أمواج البحار، ووصلوا إلى الكثير من الدول كالسند والهند، والصين، يبيعون ويشترون، ويتبادلون الثقافات، حتى صنعوا لهم موطئ قدم في قلوب كثير من الشعوب، فهذه الأرض الطيبة غنية بالرجال والمواقف والحمية العربية الإسلامية.
إلا أنه للأسف في هذه الفترة يظن البعض أن الشعب الكويتي شعب مرفه لدرجة كبيرة، وكل همه وفكره هو التمتع بالحياة دون أي معاناة، أو مثابرة، أو اجتهاد، وهذا أمر غير صحيح على إطلاقه، فالشعب الكويتي مازال عامرا بكنوزه البشرية المتمثلة في جيل الآباء والأجداد والرواد أصحاب الخبرات والثقافة، وفي جيل الشباب صاحب المدنية الحديثة، والتقدم، والعلم، هناك من اجتهد وما زال الكثير منهم يجتهد في تحصيل العلم الحديث، واكتساب الخبرات، وافتتاح المشاريع والاعتماد على أنفسهم.
واليوم نجد أن مسيرة الكويت في التوجه نحو الانفتاح على العالم من خلال رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - سياسيا واقتصاديا واستثماريا واجتماعيا تأخذ منحى جديدا، سيجعل من الكويت بوابة للعالم، وميناء لرسو سفنهم عليه، وهذا ما يسعى إليه صاحب السمو الأمير بحنكته وخبرته السياسية والديبلوماسية، وصلاته القوية برؤساء وملوك وزعماء العالم، التي وطدتها شخصيته على مدار عقود.
وما أدل على ذلك من الاتفاقيات التي أبرمتها دولتا الكويت والصين، حيث توجت زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى بكين في الـ 9 من يوليو الجاري بتوقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تعاون، ومحادثات سموه مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ، التي تركزت على التعاون الصيني ـ الكويتي الاقتصادي ذي الطابع الخاص والامتيازات الخاصة، وتمحورت الاتفاقيات والمذكرات الموقعة حول تكريس التعاون الخاص، على إقامة آلية للتعاون الثنائي، وإطار العام للتعاون، التجارة الإلكترونية، الصناعة الدفاعية، تأمين الصادرات والائتمان، تشجيع الاستثمار المباشر وتطبيق المدن الذكية لمشروع مدينة الحرير وبوبيان.
فنحن اليوم أمام تحديات بين السلم والحرب، والرقي والتقدم، والعلم والفكر والتعلم، ولا بد أن تحمي الكويت نفسها وتحافظ على أرضها، وأمن واستقرار شعبها.
[email protected]