لقد ورد في الشرع ما يدل على تحريم العصبية الجاهلية وذمّها أشد الذم، قال تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية)، وقال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن». رواه أبو داود.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية». رواه أبو داود.
وفي البخاري سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد الصحابة من الأنصار ينادي: يا للأنصار فرد عليه أحد المهاجرين: يا للمهاجرين فقال عليه الصلاة والسلام: «ما بال دعوى الجاهلية» قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: «دعوها فإنها منتنة».
وللتعصب صور وأنواع كثيرة ومتنوعة تارة يكون للجنس وتارة يكون للعشيرة والقبيلة وتارة يكون للمذهب والطريقة وتارة يكون للشيخ فكل غلو قي الولاء والمحبة والنصرة داخل في معنى التعصب المذموم المنهي عنه شرعا نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والرضى والرحمة.