تابعنا بأسى قبل ايام خبر استشهاد كل من الشيخ د.وليد العلي، والشيخ فهد الحسيني إثر هجوم ارهابي في بوركينافاسو. نسأل الله ان يتغمدهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، فخاتمتهما هي الدعوة إلى الله، مثلما افنيا جل أوقاتهما في سبيلها، وكان طريقهما محفوفا بذكره، وإسلام الكثير على ايديهما.
رحلا إلى ربهما، وعملهما الصالح عنوان مسيرة حياتهما، وما قدما لدينهما، هو الخير الذي عاهدا الله عليه، فأصبح دليلنا اليهما، ودليلهما إلى الله. ووجدنا من ابناء شعبنا الحبيب عملا جليلا، يبرهن على أنه لا طائفية بيننا، ولا عنصرية تنال منا. فقامت دار الثقلين الشيعية بتبني دار ايتام باسم المغفور لهما، وقامت جمعية العون المباشر السنية ببناء مسجد باسم فقيد الكويت عبدالحسين عبدالرضا. انظروا لهذه الصورة المفعمة بالأمل، التي ترسم من جديد مجد الكويت كالعلم يرفرف، شيعة وسنة نظل اخوة.
ما اجمل التلاحم، والتكافل الاجتماعي، ومعاملتنا لبعضنا دون تفريق، وهذا ما عرفت به الكويت. لا يوجد مكان للفتن بيننا، فنحن مشاعل نور ان انطفأ احدنا أضأنا الطريق اليه، وكنا له عينا. وقت الشدائد يتجلى الخير المزروع في قلوب ابناء الكويت، وتتجسد صورة هي من اجمل صور التعايش بين افرادها. رحيل الفنان الكبير فقيد الكويت عبدالحسين عبدالرضا، ورحيل شهيدي العمل الخيري د.وليد العلي، وفهد الحسيني علمنا درسا مهما، وهو ان يظل الخير باق فينا كما عهدناه، وان نكون يدا واحدة في وجه اي ارهاب، فنحن مع بعض نقوى، ولأجل بعضنا نكون.
ما شهدناه هذه الأيام جعلنا امام طريق العودة للتكاتف من جديد، وان نكون صوتا واحدا في وجه من لا يريد لنا سوى الافتراق. لنعط درسا لكل العالم عن معنى التعايش الصحيح، الذي حث عليه ديننا الحنيف، فمن يختلف عنك ليس بالضرورة، ان يختلف معك، احترام الاختلاف هو الوسيلة التي نحقن بها الدماء، ونتصدى فيها لأي إرهاب، الذي اصبحنا فيه اكثر وعيا، واتعاظا، لأننا نعرف ان هذا الصوت ليس منا، وفينا بل هو دخيل علينا.Twitter @Dr_ghaziotaibi