هذه الأيام رأسنا يؤلمنا من كثرة التصريحات، والرد، والأخذ بالشؤون الداخلية، أو الخارجية على حد سواء، اليوم الكل سياسي بامتياز، لكن لو سألته عن الأهداف وراء ما يتبناه من رأي، لوجدت أهم شيء فقط رأيه يمشي، والبلد آخر الاهتمام، كل صراع، صداع لابد له من أقراص تهدئة، لكن ليس بالضرورة أن يتلاشى الألم والاحتقان من الوجود، فسعينا لذلك هو ما يجعلنا نغفل عن الموجود، ونقتصر على ما يثير زوبعة الأمور، ونحن نطالب بأخذ أقراص الصمت، كلما شعرنا برأي يثير بلبلة، ولا يهدأ ساكنه، الكل في سياق مع أو ضد، لكن قلة هم من عندهم الكويت أهم، في ظل الانقسامات التي نشهدها بالعالم، لا يوجد شيء مثل الوحدة بها نتكامل، ونكمل مسيرة تلاحمنا، فالكويت معروفة بديموقراطية التعبير، ومكفول فيها هذا الحق على مر السنين، فلماذا نستغل ذلك ضد مصلحة البلد، ونجند أنفسنا لمصالح خارجيه ليست من شأننا ولن تنفعنا، صوتك إذا لم يكن للكويت فلماذا عليها تعيش، لا تتحدث باسمها إن كنت لا تريد الخير لها.
أعزائي النواب، فيكم الخير والبركة، والثقة لا تزال في محلها، رأيكم محط اهتمام، لكن حاولوا ان تتفقوا على لغة حوار ترضي جميع الأطراف، وضعوا الكويت أمام أعينكم، وحافظوا على العهد الذي قطعتموه، لا تستغلوا منصبكم للنزاع مع بعضكم، ولا تجعلوا مصالح المواطن آخر ما يخطر ببالكم، فالكرسي يدور، والمهم هو الآثر الذي يدوم، وما لابد ان نركز عليه اليوم، هو كيف نخرج من العراقيل بمجاديف، نجدف بها لمستقبل ينهض بالجميع، لابد ان نلتحم عند كلمة حق، تبرز موقفنا، ولا تبرره، تهدم كل الحواجز التي تبعدنا عن مسؤوليتنا الأساسية، وهي النظر في كل أمر، والخروج منه بحل، جددوا الخطاب، حدثوا مسؤولياتكم، رتبوا جدول مهامكم، اعرفوا ما انتم مقدمون عليه، خصصوا وقتا للإنصات لتعرفوا مهارة صنع القرار، لا تكونوا قيد الروتين، والبقاء بفكر قديم، اعملوا جاهدين على ان يصل صوت المواطن لكم، وتوصلونه بكل أمانة ومسؤولية، ومراعاة لكل مصلحة وطنية، تجعل الكويت يوما بعد يوم عروس الخليج. فالعرس الديموقراطي الذي شهدناه طول هذه السنين، يحتاج أن نضع أساسا جديدا، نبنيه بالعزم والتجديد ونتصل فيه بموارد الخير، ونصل فيه لمعاني تفيد الغير. أنتم رأس القرار، فإن أصابكم صداع فتناولوا أقراص الحكمة، والحزم، وإعادة النظر، والرجوع لمن هم أصحاب خبرة، فليس عيبا ألا نعرف، لكن العيب أن نظل بنفس الفكر ونطالب بالحق ونحن نجهل حيثياته، حين تكون صاحب صوت، وحق في الوقت نفسه، كن ميزانا للعدل، وابحث عن المعلومة بنفسك، لا تظن أنك فاهم، فتضيع في المطالب، وتصبح على ما فعلت نادما.
اجعلوا كلمة الأمير هي الشعلة التي تضيء، والقاضي بين الجميع، وتذكروا موقفه السياسي الإنساني، واخطوا نفس منهجه في كل قرار ترونه للبلاد.
فقائد الإنسانية علمنا كيف نتحلى بشجاعة الاعتراف بدورنا المسؤول، ونمتطي كل جواد في الوقت لنكون جنبا إلى جنب في عز أزمتنا متحدين مع بعض، فلنتحلّ بالاعتدال والوسطية، وليرَ كل منا المسؤولية من زاوية أكثر فاعلية.
Twitter @Dr_ghaziotaibi