نجد الكثير ممن يترأسون، أي إدارة، أو مركز، يتميزون بصفة مشتركة، وهي عدم إعطاء المقابل فرصة، ان يسمع ماعنده، لكي يطور من إستراتيجية خطته في المجال الذي هو فيه، فحين يصل للكرسي تصبح الأمور مختلفة عنده، فيرى المهم غير ضروري والأولويات تتسم عنده بتقصيره نظرا لقلة الوقت وضغوط العمل، فتلغى من قائمة مهامه بالتدريج، وتصبح المظاهر هي من تأخذ جل وقته، فتجده في أي محفل سابقه بشته، لم تعد المصلحة العامة التي بسببها تم تعيينه تجد عنده أي أهمية وكأن الغاية وصوله والباقي مايهم شنو يكون. أساس نجاح أي مسؤول، هي قدرته على الأخذ والعطاء بعيون الناس، تشخيص المشكلة ببادرة حلول ومساهمته في إزالة أي مخالف دون ان يتطرق الأمر لكتابة العديد من الشكاوى ليسهل على من يأتي بعده ان يقوم بدوره بدل ان يهدر الوقت والمادة وهو يصحح من أغلاط من سبقه. هذا الكلام ينطبق على المدير والمعلم والطبيب ورئيس القسم والوزير، كل هؤلاء مسؤولون، فمصلحة المواطنين بيدهم من أكبرهم لأصغرهم، في المقابل نجد مسؤولا يحارب الفساد ينتزع بؤرة الأسباب، يبحث بعمق كيفية الوصول لحل، وخير من يضرب به هذا المثل النائب صلاح خورشيد، فمن خلال الأسئلة التي وجهها لوزيرة الدولة لشؤون الإسكان ووزيرة الدولة لشؤون الخدمات كيف كانت شاملة لجميع الأحداث وواضحة غير مبهمة في الطرح والحرص على ان يصل للسبب ويرصد بالأجوبة معرفة ليشكل فهما نابعا من المسؤولية وليس السطحية، مثل هؤلاء النواب، بدقتهم، وحرصهم، نتمنى ان نراهم في كل مجال من مجالات المجتمع، لا يجعلون الصغيرة تفوت، لأن الكبيرة بها تكون، ولا يغفلون عن الأثر حتى يتضخم ويصعب السيطرة عليه.
لن نقطع الأمل في وجود إدارة صحيحة، لكل المجالات، وكيفية انتشال الموقف من الاثر ليصبح تأثيرا جديدا يعود بالنفع على الجميع، هذه مسؤولية الجميع لنتعاون على رصد السلبيات بعين التطوير وليس التعطيل، ولا نغفل عن أي إيجابية نشعر ان بتسليط الضوء عليها ستصبح مع الوقت بيئة خصبة لان نكون يدا واحدة. إدارتي في موقعي الآن قد تكون بادرة خطوات للأمام، في مستقبل الأجيال. في مهب الريح لن تستريح، حتى لو أخذتك لبعيد، ستجد أثرها يلاحقك.
فلو كنت اليوم مسؤولا تراكم السؤال والحلول، سيبقى الجواب عظما في البلعوم. @Dr_ghaziotaibi