بعد شهر الصيام، والقيام، تقبل الله منكم، ومنا صالح الأعمال. أتى العيد كشمس تعيد لنا الشعور، بما أنجزنا، والاحتفال بما حققنا.
الفرحة في مفهومنا الدارج، تعني ارتباطنا بحدث، أو مناسبة، ولكن لم نتناولها يوما بمفهومها الواسع، بعض الناس جبلهم اليأس، على المبالغة في المشاعر، فتجد من يكون حزينا، على فراق رمضان، لدرجة أنه يبالغ بمشاعر الفقد، فتجد الحزن غلب الفرح، الذي دعا إليه الله، كنوع من الثواب، للمسلمين، بعد قيامهم شهره الكريم.
فرحة العيد مع كل ما مرت به، من تطورات، أصبحت لا تعاش، نجد انها، ارتبطت بالماديات، مما أفقدها بساطتها، وحتى لذتها، ان تكون سعيدا ليس مطلوبا منك، ان تجعل المظهر، يغلب المخبر، بل على العكس، كلما كانت مشاعرنا تستلذ بمثل هذه المناسبات، وتجد براحا من الانسجام مع المعنى المنشود، أصبحنا لا نجد، أي صعوبة في الشعور، بأي مظهر من مظاهر السعادة. يقول الكثير: وين أيام زمان، العيد كان له طعم، ومذاق، الغريب تصدر الصورة الذهنية، وانحصارها على زمن فات، والزمن للآن يأتي بالأعياد، إذن صورة الإنسان الذهنية هي التي ترسم له طريق السعادة، أو الشقاء، أنت من تختار، كيف تعيش الأفراح، وأزيدك من الشعر بيتا، العادة تأخذ حيزا كبيرا، من طريقتنا في التعبير، أفرح بالعيد صغيرا كنت، أو كبيرا.
وضع الشاه بندر التجار، ثروته مقابل حياته، وأدلى للناس، بأن من يجد له عشبة الدواء، سيجعله سعيدا طوال الحياة، بمنحة المال، فيهم من انطلق بالوديان بحثا، عن زهرة الحياة، وفيهم من وصلها، وفقد الحياة، ولا يعرف كم عدد من انطلق من الصبية، والرجال ليفوزوا بالسعادة، وهي المال، ولكنها كانت مقابل حياتهم، لأن الطريق للوادي مليء بالذئاب، مظلم، وفيه من المهالك، ما لا يتخيله عقل إنسان. إلا واحدا منهم، ظل في داره يسخر، وينتقد من امتطى جواده، كيف سيجدون السعادة، وحياتهم على كف عفريت، هكذا كان يقول في سره، وأمام الجميع، مرت الشهور، ولم يبق في القرية، أي رجل سوى مسعود، الوحيد الذي نجا بفكره، يقول: سعادتي بحياتي، وحياتي ليست بسعادتي. كلما كنت حيا، سأجد السبب، لأكون سعيدا، لن أرهن حياتي، مقابل سعادة، ربما لا أجدها، فحياتي اليوم ببساطتها، تدق فيها الطبول، وأسرح في الحقول، بحرية من أكون، يا لسخافة العقول، حين يبحثون عن سعادة، ليست في متناول يدهم، ويهملون السعادة التي أمام أعينهم.
المغزى من هذه القصة، فرحك أنت صانعه، والعيد فرصة لتعزيز المشاعر السعيدة، وجعلها تظل عتيقة، ومتأصلة في نفسيتك، فهي بمنزلة صمام الأمان، شارك من حولك، قرر ان تقوم بترتيبات مسبقة، كنوع من التجهيز لاستقبال العيد، احرص على الاجتماع بالقريب، والبعيد، قرر أن لا تتناقشوا، بأي نوع، من النقاشات الجادة، اجعلوا العيد فرصة، لتجميع القلوب على السرور، والابتهاج، وصدقوني سيكون الفرح عادة، وجعلها ما تنقطع من عادة.
Dr_ghaziotaibi@